إسْلَامُ الجِيلِ يَشْكُو

كنت أجلس بعد صلاة الظهر في المسجد أتجاذب أطراف الحديث مع أحد مشايخ جماعة من جماعات “مركز الدعوة و التبليغ” التي كانت تقطن في مسجد الحي أربعين يوماً و أثناء النقاش الذي دار بيني و بينه عن المشكلة التي نمر بها و ما أهم حلولها سأل أحد المستمعين في المجلس سؤالاً حزنت لكونها شاباً من شباب الأمة الإسلامية ولا يعرف إجابته قال :

لماذ لم تبقى دولة الإسلام عظيمة كما كانت؟؟ 

أجيب في هذا المقال عن سؤاله…

يقول الدكتور محمد الغزالي في كتابه _الطريق من هنا_ “أريد من المسلمين بين الأطلس و الهادي أن يبدءوا العمل لفوزهم في تلك الميادين المهجورة و أن تكون لهم أجهزة دوارة منتجة ، ولُوا الحكم أم لم يلُوه المهم أن أبذل السعي ، فإن و صلت إلى هدفي أو مت دونه لقيت الله و معي عذري ( فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ) “

أشار هنا الدكتور الغزالي  إلى نقطة بداية إثبات وجود أي مجتمع ألا و هي العمل ، وتحدث في ذات الكتاب عن مشكلة المسلمين في العصر الحديث و قسمها إلى مشكلتين أساسيتين أدوا بالأمة الإسلامية إلى هذا الحال من تخلف و رجعية>

العائق الأول:

لتقدم الأمة الإسلامية هو التصور المشوش الذي يخلط بين الأصول و الفروع و بين التعاليم المعصومة و التطبيقات التي تحتمل الخطأ و الصواب و أن شخصاً قد يتبنى أحكاماً وهمية و يدافع عنها دفاعه عن الوحي ذاته ، وأضيف إلى قول الغزالي أن من المشكلات العظيمة التي تواجهنا اليوم هو انشغال المسلمين عن أمور الدين الأساسية من الدعوة إلى الدين و غيرها من دعائم الدين بالاختلاف الفقهية الثانوية لأمور ليست من دعائم الدين أصلاً و لا حتى من شروط فلاح العبادة و صلاحها…

العائق الثاني:

لتقدم الأمة الإسلامية هو انتشار الجماعات التي تستتر بستار الإسلام و تقف بعيداً عن ميادين العمل تنتظر بأعداء الله الويل و الثبور و عظائم الأمور ( أتحدث هنا عن قولهم ويعلم الله مافي صدورهم )  و ما يفعلونه في ميادين الدعوة الإسلامية بطالة مُقَنَّعة ، لأن المسلم سواءً ملك سلطة رسمية أم لم يملك إنسان ناشط دءوب لا ينقطع له عمل في الشارع أو البيت أو المسجد أو الحقل أو المصنع أو المكتب أو أي ميدان من ميادين العمل و ليس العمل المطلوب مضغ كلمات فارغة أو مجادلات فقهية يلفتون بها أنظار المسلمين عن العمل أو خصومات تاريخية,,

العمل المطلوب…

إن العمل المطلوب أسمى من ذلك و أجدّ إننا نحن مسلمون اليوم انهزمنا في ميادين كثيرة لا تحتاج إلى عصا السلطة التي ينشدون بها و أُجيب على تلك الجماعات,, إن المجتمع الذي يعجز عن محو التقاليد السيئة في دنيا الأسرة حتماً لن يحقق نجاحاً في دنيا السياسة و كيف ينفذ قوانين الشريعة من لم ينفذ قوانين الأخلاق؟!
و أُضيف  هنا إن المسلم الحق ينفذ ما عليه بحب و جد دون رقابة عليه و أن على المسلمون العودة إلى ميدان الإسلام للعمل فيه ليعلو بالإسلام مرة أخرى لأن عملهم في ميدان الساسة لهاهم عن الإسلام و قيمته لصلاح المجتمع…

أخيراً…

إن كل شخص ولد ليحقق شيئاً ما في مجال ما لن يحققه غيره في مجاله,هناك لون في رسمة عليك إضافته هناك نقطة في جملة عليك وضعها مهما كان حالك مهما كانت طبقتك ومهما كان وضعك عالميا و دولياً أدِّ ما عليك من فرائض و حقوق في مكانك فقط ، فلم يشرط لقيام الإسلام و شعائره إصلاح السياسة أولاً فإن الإسلام عمل على تنظيف ميدان مجتمعه أولاً وبعدها بدأ بتأسيس دولته فمشكلتنا يبدأ حلها بإصلاح الفرد يبدأ الحل من ميدان المجتمع لا من ميدان السياسة ، فإذا أصلحت المجتمع اكتشفت أن ميدان السياسة لا يحتاج لإصلاح لأن ميدان السياسة نابع من ميدان المجتمع الذي أصلحته..
فيديو مقال إسْلَامُ الجِيلِ يَشْكُو

أضف تعليقك هنا