أوعي تولم نفسك !! – مقال #باللهجة_المصرية

نعمة الاحساس

المقال ده عن أشخاص طيبين –جداً- كل جريمتهم في الحياة أن ربنا أدالهم من نعمة الأحساس حـبتين زيادة شويا عن باقي مخاليقة ، الناس دول بيعملوا أفعال غير مألوفة بالنسبة للناس اللي حواليهم ، فتلاقيهم بيخافوا علي مشاعر الناس مثلاً ، ومابيتدخلوش في خصوصيات البشر ، وبيحسسوا علي كلامهم لدرجة مخيفة عشان مايجرحوش حد ، بيقدروا ظروف اللي حواليهم ومابيلوموش ومابيعاتبوش طول الوقت ، وبيحبوا وبيتعلقوا بالناس وبالحاجات بطريقة سريعة مرعبة ، بيفتكروا للناس مواقفهم الحلوة حتي لو صغيرة وبيفضلوا شايلنها دايماً وده بيعميهم عن مواقفهم وصفاتهم السيئة ، والمصيبة الأكبر هو أفتراضهم الدائم لحسن نوايا البشر حتي وأن كانت كل الشواهد بتقول عكس كدة في الناس اللي قدامهم ، أسفا ً أقولك من الأخر هم أشخاص –أدميتهم- غالبة عليهم !!..

طب فين مشكلتهم ؟!

أنا أقولك.. مشكلتهم جاية من نفس صفاتهم الحلوة اللي فوق دي ، والنعمة العظيمة اللي أسمها (أحساس) هي أهم أسباب شقائهم في الحياة ووجعهم ونكدهم طول الوقت ، وأحيان كتير هي نقطة أستغلال من بعض الناس اللي حواليهم ، وأوقات بتقلب من ميزة فيهم لأكبر عيوبهم اللي بيتمنوا يغيروها ، بل وأحياناً بتبقي تهمة بيحدفوهم الناس بيها هروباً من أفعالهم رافعين عليهم شعار “أنت حساس زيادة عن اللزوم” ، ودي خدعة دايماً بتدخل عليهم للأسف -مش بقولك طيبين- ، الناس دي مشكلتهم أن الكلام والمواقف والأحداث اللي بتحصل في حياتهم بتأخد أكبر من حجمها –جواهم- فأبسط الأشياء تسعدهم وأقل الأشياء تبكيهم وتزعلهم ، مشكلتهم في أنهم أكثر تركيزاً في التفاصيل ومبدعين في طرح الأسئلة الوجودية من النوع ( لية دة بيحصلي ؟! ، وأشمعني أنا ؟! ، الخ)  ، مشكلتهم جاية من أفتراضهم أن جميع الناس هاتعاملهم بنفس معاملتهم الطيبة وبنفس درجة الحب والأحترام والتقدير والأهتمام وحب الخير اللي بيدوه هم للناس ، مشكلتهم أن أعتبارات العشرة والحب والصداقة والحاجات اللي بتدوس عليها الناس -عادي- بالنسبالهم أشياء ذو قيمة كبيرة ، وأفتراضهم لحسن نوايا البشر زيادة عن اللزوم طبعاً بتبقي نتيجته محتومة ومعلومة لحضراتكم جميعاً وهي .. “بيلبسوا في حيطة” ..

الناس دول عاملين زي “الازاز” من واقعة واحدة بالسلامة ، ولو ماتكسرش هايتشرخ ويسيب علامة ! ، وهم وأكثر لوماً وتعذيباً لأنفسهم عشان الناس ؛ لو أنت بقي واحد من الناس الطيبين دول أسمح لي أسالك.. ” أنت بتبقي عايز أية من نفسك وأنت بتلومها وبتزعلها وبتيجي عليها عشان ناس تانية ؟!!..

خليني أقولك أنك أولاً مش مطلوب منك تحمل نفسك نتيجة كل حدث في حياتك وتلوم نفسك علية ، ومش لازم تتحمل جزء من أخطاء غيرك مدام أنت مش غلطان ، ومش لازم تحط فوق كتافك حمل –المثالية- وسط بشر وحياة مش مثاليين أصلاً ، ثانياً أن معظم اللي أحساسك بيوصلهولك وعقلك بيصورهولك في الغالب أكبر من حجم الموقف الحقيقي وأحياناً بيقي تقديرك أنت الشخصي فقط ، وهنا الخدعة اللي عقلك ومشاعرك بيعلبوها عليك وبيبيعولك المشاعر السلبية ولومك لنفسك في شكل مسمايات عظيمة ، وأحنا شاطرين في أستخدام مصطلحات كبيرة وحساسة علي مواقف بسيطة في الحياة ، مش دايماً تفكيرك في نفسك يبقي أنانية ودي أخطر الأفكار المدمرة لأنك بتفكتر أنك بتعمل عمل عظيم وبتضحي من أجل حد تاني والحقيقة أنك بتدمر نفسك ، ومش دايماً بُعدك عن شخص بيأذيك أو علاقة بتدمرك حتي لو بيحبك وبتحبه دي بيعة منك أو قلة أصل ولا أنت مهمتك في الحياة تغيير الناس ! ، ومش دايماً الناس اللي هاتعاشرهم وتتصدم فيهم -وما أكثرهم – هايبقي ليك ذنب في عمايلهم السودة ونيتهم الزرقاء ، ولا حضرك أصلاً مسئول عن تصرفات البشر ..

يبقي بتلوم نفسك لية ؟!.

كتير من علاقات الحب والجواز بتلاعبك فيها مشاعرك اللعبة دي ، فتسحتمل الأذيه تحت مسمي التضحية ، وتسمح بأستغلالك وأستغلال مشاعرك تحت أسم الحب ، وتقبل أهانة كرامتك أحيانا تحت أسم التسامح ، ودة أبعد ما يكون عن القيم العظيمة دي.

عارف الطفل الرخم اللي لما بيعرف أنك بتتعصب من حاجة معينة أو بتجنن منها وكل شويا يعملهالك عشان يضايقك .. هي دي (نفسك) لما بتلعب معاك -لعبة اللوم-..

خد بالك كمان عشان الحياة مليانة بناس موهبين بالعب بكلمات مؤثرة زي ” أنت اتغيرت !” ، أنت مابقيتش زي الأول ” ، والناس اللي بتحسسك أنك دايماً مقصر معاهم مهما عاملت لهم ، فرق أنت بين الحقيقي منها وبين اللي بيدمرك نفسياً بيها  وبيحاول يعلب بيك بس ؛ أدي القيم الكبيرة دي للي يستحقها وحط (نفسك ) أنت في المقام الأول.

حتي لما بتلوم نفسك علي غلطاتك فحضرتك كبني أدم جاي للدنيا ومسوح لك تغلط ، أغلط وحاسب نفسك بس براحة عليها ، خليك رحيم بنفسك وطبطب عليها بلاش ضرب وشتميه فيها عشان الناس ، وأفتكر لما هاتتعب وتقع مش هايفضلك في الأخر غير (نفسك) اللي أنت بتعمل فيها كل دة..

فمن فضلكم كونوا رحماء بأنفسكم !

فيديو مقال أوعي تولم نفسك !! – مقال #باللهجة_المصرية

أضف تعليقك هنا

كيرو راجي

كيرو راجي

كيرو راجي شاعر غنائي مصري مواليد 1987 تخرج من اكاديمية الفنون ( المعهد العالي للموسيقي العربيه ) و له اعمال في كتابه السيناريو و بعض المقالات.