إنتبه ان يخرج من بيتك إرهابي

إن كلمة إرهابى حديثة الإستخدام لم يسبق للغة العربية ان عرفت هذه الكلمة ؛ فهى وليدة الأحداث التى نعيشها اليوم .أصبحنا لا نحتاج إلى معجم لغوى لتفسيرها حتى ؛ فهى ظاهرة موجودة منذ نشأة البشرية متمثلة فى الصراع الأبدى بين الخير و الشر و قد عجز الفلاسفة و الباحثون عن تفسير طبيعة و ميول البشر الغير آدمية على مر العصور.

تشخيص الارهاب

و من المثير للإندهاش تسليط الضوء على المشكلة دون مسبباتها! فتشخيص المرض أولى مراحل العلاج ؛ لذلك نحن فى حاجة للتخلص من هذا المرض اللعين الذى يستنزف أوطاننا يوميًا. فهناك رأيين متضادين:

الرأي الأول

هو أنه لا مبرر لهذه الظاهرة و يرجع وجودها إلى التكوين الذاتى للإرهابى .

الرأى الثانى

هو المنطقى وهو وجود عدة عوامل ساهمت فى تكوين تلك الظاهرة و هم: عوامل سياسية تاريخية إقتصادية إجتماعية ثقافية دينية و نفسية و شخصية .

العوامل الإجتماعية و الثقافية و الدينية

التى تكمل كلًا منها الأخرى متمثلة فى البيئة المحيطة بالفرد منذ نشأته فكلما زادت المشكلات إزدادت فرص وقوع الجرائم الإرهابية، أيضًا غياب العدالة و المساواة ،إحترام كرامة و حقوق الفرد، التفكك الأسرى و غياب الحوار بين الآباء و الأبناء كذلك خلل المصادر التى يتلقى منها الفرد ثقافته لتكوين شخصيته، و أهمها الفهم الخاطئ لتعاليم الدين و التطرف كل هذا يشكل بيئة متكاملة و ملائمة لصناعة إرهابى.

العوامل السياسية

ثم تأتى العوامل السياسية فى المرتبة الثانية متمثلة فى العديد من الدوافع:

أولها الإفتقار إلى الديموقراطية و فقدان الفرد لحق تقرير مصيره فيلجأ إلى اى طريقة للمشاركة فى العمل الوطنى و التعبير عن الرأى بينما يُقابل هذا بالتجاهل و التهميش مما يولد مزيج من اليأس و إنعدام المسؤلية و الإنتماء. أحيانًا ينمو هذا الشعور و يتضخم دافعًا الفرد للفرار إلى من هم مثله و تكوين جماعات يتوافق فكرها و أهدافها معًا لإرهاب السلطة و إخضاعها لتحقيق هذه الأهداف.

العوامل الإقتصادية

تليها العوامل الإقتصادية الناجمة عن الفقر و الحرمان الإقتصادى و إنعدام المساواة فى توزيع الأجور و الموارد و كثرة المسالب و تهميش الفقراء و المعدمين مما يولد الشعور بالظلم و الكره فيؤدى إلى تكوين جماعات متطرفة الفكر سعيًا نحو التغير او الإضرار بإقتصاد الدولة رغبة فى الإنتقام.

العوامل النفسية

و أخيرًا العوامل النفسية و الشخصية قد يُولد الفرد بأمراض نفسية كالخلل العقلى و الوجدانى أو يصاب بها نتيجة للرواسب النفسية كالإنطوائية، الإنعزال، الكبت، تقمص دور الضحية، و الظلم فيميل الفرد للعنف و إرهاب من حوله كرد فعل طبيعى حيث يشعر أن ما يفعله ما هو إلا مواجهة للإرهاب الأعظم الذى يُمارس عليه و دفاعًا عن النفس و إثباتًا للذات و أحيانًا بغرض الشهرة. و هذا يعنى ان اى شخص قد يصل به الحال إلى أن يصبح إرهابى دون أن يشعر تحديدًا فئة الشباب فهم بمثابة قنبلة موقوتة إما ان نجد طريقة لإبطال مفعولها للأبد أو تنفجر دون إعلانًا مسبقًا.

فيديو مقال إنتبه ان يخرج من بيتك إرهابى

أضف تعليقك هنا