الأم الميته….!

دور الأم بالمجتمع

أوصى القرآن الكريم كثيرا بالآباء ومنزلتهم ليس فقط فى بناء الأسر ولكن لعظمه ذلك فى المجتمعات وبناء كيانات قويه بقيم راسخه وثابته لا تتأثر بروافد الأفكارالمسمومه .
ولكن دور الأم فى بناء شخصيه وتكوين ثقافه الأبناء تختلف فاﻷسره كالجسد والأم كالروح التى تحرك هذا الجسد وإن خارت قواه وضلت خطاه إستطاعت هى أن تعيد تكوين وتوجيه هذا الجسد وترشده إلى طريق الحق الذى غاب فى أيامنا هذه عنا .

قصه الأم المنتحرة

ولنعرف دور الأم سنتعرف على قصه الأم المنتحره:
هى زوجه تقطن فى منزل بعيد عن المدينه لديها من الأبناء ولد وبنت وكانت تعرف قليلاً عن الخياطه من أجل إصلاح ملابس أبنائها ، ذهب زوجها لكسب رزقه فعاد إليها محموﻻ على الأعناق جثه هامده فصبرت واحتسبت واعتصر قلبها ألما وحزنا على فقدانه فكان السند و الرفيق ، وبعد فقدانه ضلت الطريق وتراكمت عليها الديون فقد كانت تشترى بالدين ، حتى ضاقت بها السبل بعدما عاد إليها ولدها من المدرسه قائلا لها لماذا نحن فقراء ياأمى ؟كان هذا السؤال بمثابه القشه التى قسمت ظهر البعير فقررت الإنتحار والتخلص من كابوس الحياه وهمها، أغلقت جميع النوافذ وفتحت مصدر الغاز بالمطبخ واستلقت هى وأولادها على الأرض لأخذ قسط من الراحه فإذا بصوت المذياع يهمس ((قل ياعبادى الذين أسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمه الله )) قالت لها ابنتها نسيتى أن تغلقى المذياع يا أمي فبكت بكاء شديدا وأسرعت لتغلق مصدر الغاز وبعد قليل إذ بالباب يطرق وإذ به شخص أتى لها بمال وقال لها : هذا مبلغ أقرضنى إياه زوجك قبل أن يموت .

وأذكر لكم أيضا حدبث قدسى : إذا ماتت أم إبن أدم أنزل الله ملكا ينادى أن يا فلان ماتت التى كنا نكرمك من أجلها فاعمل صالحا نكرمك من أجله ) فالأم ليست من أنجبت وربت و عانت كثيرا لإنشاء رجال ونساء للغد بل هى مصدر من أهم مصادر الحياه والبقاء وسر خفى أيضا لإستمرار الكون.
الأم التى تاهت عن الواقع وغابت بنصحها ورشدها
وتوجيهها لدفه المجتمع من الممكن أن تكون قد غابت بجسدها أو غابت بدورها ، لكننا نعانى اليوم من غياب كلمه الأم عند التنشئه ، لم تكن لتتخلى يوما عن دورها إلا أن ذلك حدث بسبب سرعه الحياه وسرعه وتيره التغير والتكنولوجيا التى أخلت بقيمنا، وهذا ليس ضعف فى ديننا ابدا ولكنه ضعف فى تطبيقنا وفهمنا لهذه المتغيرات .

إغفال دور الأم 

ماتت مجتمعاتنا أو غفت طويلا لإغفالنا دور الأم ، وبحث القائمين على حريات المرأة وحريات الفكر والتحضر سبلا كثيره لتحويل دور الأم الاساسى فى نسيج الأسره إلى متفرجه ، أخرجوها من صومعتها لممارسه مهن ولعب أدوار فرعيه فى السياسه والرياضه وغيرها من المجالات الأخرى ﻹلهائها عن مهمتها التى لاغنى عنها .

أصاب مجتمعاتنا العربيه الوهن والعجز والذبول بعد اﻹزهار فصرنا كمن حكم عليه بالإعدام وفى إنتظار تنفيذ هذا الحكم يموت كل لحظه يحياها حتى تحين لحظه اﻹعدام اﻷ وهو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ((ما فرطنا فى الكتاب من شئ )) أصابتنا التكنولوجيا و جنون الحياه بكل ما تحمل بجفاف العقول وفتور القلوب .
دائما ما تعصف بنا الخطوب وتتبدل الأقدار ونتحول من الطفل البرئ إلى الرجل البالغ الذى أنهكته متاعب الحياه وننسى بدون قصد من كانت دائما فى العون و خير سند ، وأنكرنا فضل من كانت الملهمه و بهجه الروح ، إلهى نشكو إليك قسوه قلوبنا وقله حيلتنا فيارب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه .
أتسائل كثيرا متى ستبعث اﻷم من من قبور مجتمعات تراكم عليها غبار الجهل والساديه وأنسوها دورها فى صناعة أبطال لا يهابون إلا الله و إتباع سنه رسوله .

فيا كل أم سلبناكى كل حقوقك ونحن نعلم أننا ولدنا من داخل روحك وقاسمناكى دم قلبكى وأخذنا مضغتنا من نسيج تكوينك ومنحناكى يوما واحدا فى العام وأسميناه يوم الأم ، فياليت كلماتى تسجد شكرا لكى يا أمى ، ألم يكفيكى تكريم الله – وكفى به – فجعل الجنه تحت قدميكى ؟

فيديو مقال الأم الميته….!

أضف تعليقك هنا