الزواج للشجعان

لطالما إعتبر الزواج من أهم المواضيع التي تشغل بال الإنسان في مرحلة شبابه،فبمجرد ما يحصل الشاب على وظيفة حتى يبدأ في البحث عن شريكة له في الحياة يؤسس معها أسرة سعيدة،فيتحقق حلمه ويجد تلك الفتاة المناسبة التي انطبقت عليها المواصفات و التي لطالما رغب بها ،نفس الشيء بالنسبة للفتاة التي تنبهر بمواصفات الشخص الذي تقدم لخطبتها فتقبل الزواج، لكن الإشكال هنا ليس في إيجاد شريك بالمواصفات المطلوبة ،فالرهان هو القدرة على الاستمرارية و كيفية التعامل مع تحديات الحياة الزوجية.

تعريف الزواج

فالزواج ليس فقط حفل هدايا منزل سيارة وحياة مليئة بالرفاهية ، الزواج قبل أن يكون كذلك هو إمتحان لقدرة المرء على تحمل تحديات الحياة ،فمن أصعب الأشياء في الحياة العيش مع شخص آخر تحت سقف واحد و الإلتزام معه بعلاقة الزواج هنا يختبر المعدن الحقيقي للإنسان ،فيظهر كل ما في جعبته،فعندما تتزوج ستختبر قدرة تحملك وتقبلك للآخر ،ستختبر قدرة تسامحك و سعة صدرك ، سوف تظهر بجانب تلك الصفات التي تزوجت شريكك من أجلها صفات أخرى كان لا يستطيع البوح بها أمامك، لأن الجميع في فترة التعارف يحب أن يظهر للطرف الآخر أجمل ما فيه.

الفرق بين الزواج السعيد و التعيس

فالزواج السعيد

يحتاج شخصان ناضجان شخصان كل منهما يحاول فهم نفسه أولا قبل محاولة فهم الآخر ،يبحث عن مواطن النقص بداخله فيحاول تقويمها ،يبحث عن الحب بداخله فهو تيقن أنه إن لم يستطع حب وتقبل نفسه لن يستطيع حب الآخر وتقبله،هو دائما يبحث عما يستطيع فعله غير اتكالي يحاول قدر الإمكان تحمل مسؤوليته ماليا ،عاطفيا و نفسيا ،بالنسبة له الزواج تشارك وتبادل لما بداخل الانسان وليس تعلق وتملك.

أما الزواج التعيس

فهو الذي يكون فيه كلا الطرفين متكلا على الآخر ، لا يحاول أحدهما فيه المبادرة في العطاء و حتى عطاؤه يكون مزيفا، هو فقط يعطي في انتظار الأخد، يحاول أحدهما السيطرة على الآخر و ممارسة سلطته عليه،يقارن علاقته دائما بحياة الآخرين فيتذمر دائما من شريكه لأنه لا يجد في علاقتهما ما يراه عند الأزواج الآخرين،هذا ما يجعل الهوة شاسعة بينهما فتكثر المشاكل وتتفاقم مع إنجاب الأبناء،هنا تصبح الحياة تعيسة فإن تحلى أحد الطرفين بقليل من الشجاعة بادر بالطلاق لأن الطلاق في بعض الحالات يصبح أخف الضررين، والا فيظل طيلة حياته تعيسا يسقط اللوم دائما على الطرف الآخر.

أنت فقط من لك الإختيار في رسم حياتك كما تشاء كن شجاعا و اجعل من الزواج رحلة اكتشاف داخلك وسبر أغوار نواقصك، بعيدا عن كل الأفكار البالية التي وضعها المجتمع عن الزواج التي لا تجلب سوى البؤس ولا تنتج سوى عقولا معاقة فكريا و عاهات سلبية في المجتمع ، فثورة المجتمعات لن تكون بالدمار والحروب بل باستئصال أفكار وقناعات لا تخدم الانسان،وما دامت العقول لا تريد أن تتغير فلن يكون هنالك مجتمع ناجح وواعي .

فيديو مقال الزواج للشجعان

أضف تعليقك هنا