العلاقات الدولية في تاريخ الوطن العربي الحديث

إن الانجازان السياسية والمواقف القومية التي كونت رابطة قوية بين الدول العربية أثناء اندلاع ثورات النضال المسلح ضد الاستعمار الأوربي للوطن العربي هي ليست ألا امتداد لمستقبل قريب ..

  • مدخل إلى تعريف العلاقات الدولية
  • تاريخ ثورات النضال المسلح في الجزائر
  • دور العراق ألقاسمي في ثورة نوفمبر الجزائرية
  • العلاقات العراقية الجزائرية قبل وبعد الاستقلال ودور الجزائر بمساندة العراق

مدخل إلى تعريف العلاقات الدولية :

عندما نرجع إلى التاريخ ونطالعه بصورة دقيقة نجد بتأملاتنا أخبارا مهمة من ماضي لم نجد فيه ألا امتداد لما نعيشه ألان من هيبة وسيطرة القانون الدولي وكيان كل دولة مستقلة مع ذاتها بتاريخ عريق يسطر ملاحم وبطولات كل شعب ساهم ببناء دولته ( بثورة استقلال )فبمطالعتنا للماضي نشهد ولادة العديد من العلوم الاجتماعية المهمة كالتاريخ والقانون وعلم السياسة وغيراها التي ربطت الدول يبعضها وصولا الى عصرنا الحديث بمفهوم عرف باسم العلاقات الدولية .

ومن هنا سنحاول تسليط الضوء على أهمية العلاقات الدولية المفهوم لذي نشا منذ نشأة الدولة الإسلامية وتطور بتطورها ولم يدرس هذا المفهوم ألا حديثا ففي فترة مابين الحربين ضربت موجة من الوعي السياسي في العالم أدت إلى تطور مفهوم العلاقات الدولية من خلال تشكيل بعض الجامعات لبرامج منهجية لتدريسه كفرع من فروع العلوم السياسية ورغم هذه الاجرائات والتطورات فلا زالت دراسة هذا لمفهوم معقدة إلى حد ما ويصعب فهمها بسهولة وذلك لان التعرف على لعلاقات الدولية يتم من خلال تجميع مختلف العلوم المشكلة للعلوم الاجتماعية لكل دولة .

إذ يضم مفهوم العلاقات الدولية مجموعة كبيرة من العلوم :

(( كالتاريخ .    الاقتصاد . الجغرافيا . السياسة . الدبلوماسية . علم النفس  . علم الاجتماع والقانون ……… الخ ))

وهذا ما يؤدي إلى صعوبة وتعقيد فهم  العلاقات الدولية .

ومن هنا وقبل الشروع بتعريف هذا المفهوم لابد من تكوين فكرة حوله كمادة تدرس في الجامعات وكعلم مهم لا بد من فهمه فالعلاقات الدولية كمادة مستقلة عن التاريخ والقانون لها خصائص تميزها عن باقي العلوم كالحداثة والصعوبة فحداثة ظهور أو تطور مفهوم العلاقات الدولية من أهم ميزاتها كفرع من فروع من العلوم السياسية فكما ذكرنا سابقا في فترة ما بين الحربين أي في سنه 1919 بدأت البرامج الجامعية بتدريس هذا المفهوم ولم يدرس في جامعات المغرب العربي ألا في السبعينيات من القرن الماضي ولهذا الظهور والتطور السريع للعلاقات الدولية أسبابا مهمة متلخصة

بما يأتي :-

  • الظروف التاريخية :

وهذا ما ت=نريد التركيز عليه إذ تعتبر الظروف التاريخية التي مر بها الوطن العري بعد سقوط السلطة العثمانية هي الرابطة التي كونت العلاقات بين الدول العربية من جديد عن طريق مساندة العرب لبعضهم أثناء اندلاع ثورات النضال المسلح ضد الاستعمار كمساندة مصر والعراق للكثير من الدول العربية بعد استقلالهم من هيمنه الاستعمار وتوابعه من خلال ثورات عسكرية أقيمت على يد تنظيم الضباط الأحرار فدعم الدولتين للثورة الجزائرية وغيرها من الثورات تعبر عن ولادة عهد جديد للعلاقات الدولية في الوطن العربي .

  • فشل أنظمة القانون الدولي بالقضاء على هذا المفهوم :

بحسب رأيي اشخصي أقول قد شكل مفهوم العلاقات الدولية بين الدول العربية مشكلة كبيرة للمجتمعات الغربية إذ لم يرق لها رؤية الدول العربية بيد واحدة من جديد كما شهدوها سابقا في ضل السلطة العثمانية فعملوا على ان لا تعود هذه الهيبة إذ بدؤوا بمحاربة هذا المفهوم في الدول العربية وتفعيله في دولهم ولكنهم لم يفلحوا فأخذت خططهم بتفريق الوحدة العربية من خلال توليد الحقد والكراهية ودعم الخروب فيما بينهم بالسلاح وهذا ما نسميه بحلم مزعج سوف ينتهي عن قريب ….

  • ظهور السلاح النووي .

  • الصراع السوفييتي في أمريكا .

  • تطور العلوم الاجتماعية : إذ نخص بالذكر العلوم السياسية التي يعتبر مفهوم العلاقات الدولية من احد فروعه .

هذا وما ذكرناه كان على صعيد الحداثة أما صعوبة هذا المفهوم قد تتلخص بالأسباب الآتية :

  1. كثرة الأحداث وتعاقبها السريع وتأثيرها  على المستوى العالمي .
  2. تعدد المجالات وتداخلها كالتاريخ والاقتصاد والقانون …….. الخ .
  3. تطور وسائل الأعلام والاتصالات ( التلفزيون . الإذاعة . الجرائد ) .
  4. تعدد المناهج ونظرياتها أدى إلى سيطرة التشتت والتردد على هذه المادة .

ولهذه الأسباب تعتبر العلاقات الدولية من العلوم الاجتماعية التي لا زالت تعرف عن نفسها حتى وقتنا  الحاضر .

وبعد هذه المعلومات التي تناولناها حول هذه المادة سنحاول التطرق إلى تعريفاتها فالعلاقات الدولية تتصف بصفات عامة ومضامين واسعة فهنالك من يرى أن العلاقات الدولية (تتناول العلاقات بين الدول والشعوب فيما بينها وآخرون عرفوها بأنها كل شيء يحدث بين الأمم لنحصل منه على مادة العلاقات الدولية هذا كما ذكرها الأستاذ المساعد الدكتور حافظ علوان الدليمي في كتابه تحت عنوان مدخل إلى علم السياسة )  كما عرفت العلاقات الدولية بآراء شخصية فكما ذكر الأستاذ الدكتور سعد حقي توفيق أستاذ العلاقات الدولية المتمرس في العلوم السياسية بجامعة بغداد في كتابه تحت عنوان (( العلاقات الدولية )) بان جون بورتن عرف العلاقات الدولية  (( بأنها علم يهتم بالملاحة والتدقيق والتحليل والنضير من اجل التفسير والتنبؤ )) كما ذكر تعريف مارتن روجستر للعلاقات الدولية إذ عرفها بأنها (( العلاقات بين حكومات العالم المنضمة ليست قط التفاعلات بين البعض ولكن أيضا دراسة التفاعلات مع العابرين والثانويين )) إما التعريف الرئيس للعلاقات الدولية و بمعنى اصح التعريف العلام لهذا المفهوم ( عرفت بأنها التفاعلات التي تحدث بين الوحدات الدولية على أساس سلوكي أو قانوني تجمعهم مصلحة مشتركة سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو غيرها وتحدث بين أشخاص دوليين أو بين إطراف مثل المنضمات الدولية )

((( وهذا ما جاء في كتاب الأستاذ سعد حقي توفيق ))

إما تعريفنا الشخصي لهذه المادة وبالفعل هذا التعريف قابل للصحة أو الخطأ إذ عرفنا العلاقات الدولية بما يأتي (( بأنها علم ذا خصائص عدة يهتم بالاطلاع على جميع العلوم الاجتماعية لدولتين أو أكثر لتحديد مدى توافقهما سياسية )

واقتصاديا واجتماعيا … الخ  ويعد هذا العلم من احد الفروع المهمة للعلوم السياسية

 الهدف من العلاقات الدولية فتتلخص بما يلي :

  1. السلم الناتج من احترام كل دولة على حدا .
  2. الرعاية التي تأخذ على شكل الرفع من المستوى المعيشي .
  3. البحث عن الهيبة الدولية .

إما وسائل التي يجب اتخاذها لتطبيق العلاقات الدولية هي :

  1. التفاوض : إذ يتفاوض طرفان على طاولة الحوار المفتوح لوصول إلى قرار غايته إرضاء الطرفين .
  2. الضغط : وهو استخدام احد الإطراف الضغط على الطرف الأخر من خلال القوة أو من خلال سيطرته على بعض الموارد كمياه الأنهار وغيرها .
  3. وسيلة تتوسط الاثنين أعلاه وهي ( البحث أو الحث )  : إذ تستغل بعض الدول النامية إتباع بعض الدول الضعيفة لها فتحثهم لمصلحتها من باب إنا أولا .

تاريخ ثورات النضال المسلح في الجزائر :

لا بد أن الكثير منا يعرف أن في تاريخ وطننا العربي العديد من الثورات والمعارضات المسلحة ضد الاستعمار الأوربي الذي أطاح بالسلطة العثمانية بأواخر عهدها جراء تفككها وإرادة كل سلطان إن يكون الحكم الذاتي له فتهدمت السلطة العثمانية على يد المستعمرين لكن ذلك الحدث لم يجعل الشعوب العربية الحرة بالاستسلام لهم أيضا إذ كانت هنالك العديد والكثير من ثورات النضال المسلح  ضد التوسع الأوربي بالشرق الأوسط ولكن الثورة الجزائرية هي التي تصدرت هذه الثورات العربية من حيث الإصرار والقوة ومداها الطويل إذ استمرت المقاومة الجزائرية من بداية الحملة الفرنسية على الجزائر بسنة 1830 وانتهت باعتراف الجنرال شارل ديغول رئيس الجمهورية الفرنسية باستقلال الجزائر سنه 1962 ومن ذالك الوقت وجمهورية الجزائر الحبيبة هي الأولى في تاريخ النضال الشعبي ضد الاستعمار إذ قاتلو وقتلوا وتعرضوا إلى أبشع الجرائم ولم يستسلموا للاستعمار بل واجهوهم بثورة مسلحة في نوفمبر سنة 1954 عرفت باسم ثورة نوفمبر  ولم تكن الثورة الجزائرية فقط بل كانت ثورة العرب على الفرنسيين لدحرهم من بلدنا الجزائر إذ أخذت هذه الثورة الدعم من الدول العربية مثل مصر والعراق ألقاسمي لا نستطيع إنكار دور مصر  بدعم الثورة الجزائرية إذ كان لها أثرا كبيرا بثورة نوفمبر ولكن العراق ألقاسمي كان له دور لا يقل أهمية عن دور مصر بتحرير الجزائر الحبيبة ..

دور العراق القاسمي في ثورة نوفمبر الجزائرية :

كما ذكرنا إن الثورة الجزائرية لها أصداء كبيره في المجتمعات العربية وتلقت الدعم من مصر بعد ثورتهم التي قادها جمال عبد الناصر في سنه 1954 أي في نفس السنة التي قامت بها ثورة نوفمبر ولكني أريد بهذا لبحث البسيط تسليط الضوء على دور العراق ألقاسمي بهذه الثورة كان العراق إلى سنة قيام الثورة الجزائرية  يعاني من نفوذ بريطاني فذ يقاد من قبل الأشخاص الذين نصبهم الاستعمار لخدمه مصلحته على حساب المصالح العامة للشعب اذ كان يعاني العراق من ظلم واضطهاد وقمع أي مظاهرة ضد فرنسا  وهذا لان فرنسا كانت حليفة مع بريطانيا اذ تجمعوا على مصلحة واحدة هي تقسم الشرق الأوسط بينهم .

اشتد الصراع الشعبي في العراق ولم يعد النظام الملكي قادرا على إدارة الأمور السياسية في ضل التطور الاجتماعي الذي لاقاه الشعب العراقي بعد ثورة مصر 1954 وبعد هذه الإحداث التي عانى منها الشعب ولكن كان للجيش قرار أخر  بثورة عسكرية بقياده اللجنة العليا من تنظيم الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم أطاحت هذه الثورة بالحكم الملكي وأعلنت الجمهورية العراقية بيوم الاثنين المصادف الرابع عشر من تموز 1958 إذ افاق العراقيون بذالك اليوم على صوت العقيد الركن عبد السلام محمد عارف وهو يلقي البيان الأول للثورة  من مبنى الإذاعة العراقية في تمام الساعة السادسة نجحت الثورة و كان لها الكثير من المنجزات الداخلية التي غيرت سياسة العراق من الركود إلى العجلة المتحركة للإمام من غير حواجز ولم يقتصر دور العراق ألقاسمي على تعديل الأنظمة الداخلية للدولة فقط بل كان لزعيم الثورة عبد الكريم قاسم مواقف قومية مع العديد من الدول العربية آذ دعم العديد من ثورات النضال المسلح ضد الاستعمار مثل  إسناد الجيش الفلسطيني كما أنه ساهم في دعم  النضال الوطني في لبنان وغيرها الكثير ولكن كان للثورة الجزائرية الأولوية بدعم العراق ألقاسمي إذ ذكر الزعيم عبد الكريم قاسم بأحد خطاباته مخاطب العرب قائلا بان فرنسا قد تعدت على حقوقنا وسوف لن نقف مكتوفي الأيدي ضد الجرائم المروعة التي ارتكبتها فرنسا بحق الشعب الجزائري . فدعمت ثورة الجزائر من قبل العراق ألقاسمي من خلال تزويدهم بالمال والسلاح فكما ذكر ((  الأستاذ عبد الكاظم العبودي في مقاله تحت عنوان ثورة 14  تموز وثورة الجزائر التي نشرت بجريدة الــــــــــــــــــــــــــــــمدى

بتاريخ المصادف الأحد  18/10 / 2015 جاء فيها . في أول فرصة سانحة لحكومة ثورة 14 تموز بعد انتصارها استغل وزير الخارجية عبد الجبار الجومرد فرصة زيارته لتونس ليلتقي بوفد من جبهة التحرير الوطني الجزائرية مؤكدا حرص الجمهورية العراقية على توطيد علاقتها مع ثورة التحرير الجزائرية ووجه حينها رسالة إلى المجاهدين الجزائريين الإبطال والى الشعب الجزائري المكافح جاء فيها أن الجمهورية العراقية      شعبا وحكومتا تتعاطف مع قضية الجزائر المجاهدة إلى أخر الكلام قال وسينال هذا الوطن العربي حقه السليب لتعود الحرية إلى ربوعه ويسود السلام في أرضه )) فما ذكرة الدكتور عبد الكاظم العبودي خير دليل على استعداد العراق لدعم الجزائر ان ذاك وبدأت بوادر الدعم العراقي باعتراف العراق بحكومة الجزائر المؤقتة التي أسست بمصر عام 1958 بزعامة فرحات عباس آذ كان العراق سباقا  بإرسال أول برقية برقية تهنئة واعتراف بهذه الحكومة من ضمن 13 دولة اعترفت بها  آن ذاك خصص الزعيم عبد الكريم قاسم ثنين مليون دينار سنويا للثورة من ميزانية كان أجمالها سنويا 7 ملايين دينار ولم يقتصر دور العراق على هذا فقط فكان للعراق موقفا مشرفا مع الجزائر إذ كان الوحيد من أعلن مقاطعة العراق اقتصاديا وسياسيا لفرنسا آذ كان الزعيم عبد الكريم يؤكد على عزلة فرنسا للاعتراف بحق الجزائر وكانت هذه من الضربات الموجعة التو وجهها العراق ألقاسمي للفرنسيين وذلك لان فرنسا كانت تعد العراق من أهم  الدول التي تتعامل معها اقتصاديا فإنها كانت تعمل بنسبة 70% من مشاريع العراق الكبرى كتعبيد الطرق وإقامة الجسور وغيرها .

لم يتوقف عبد الكريم قاسم من دعم الثورة فانه كان ينضر اليها بعين الأب والأخ وبعين المقاتل الشجاع الذي لا يريد ان ينتهك حقوقه احد فعزز الجزائر بالكثير من السلاح كما انه استقبل من الضباط الجزائريين لتدريبهم في المعهد العالي العراقي وتدرب ضباط منهم في كلية القوة الجوية العراقية وشهدتا هذا المناضلتين الجزائريتين زهرة ظريف وجميلة بوحريد عندما زارتا العراق آذ قدم الطلاب الجزائريون عرضا جويا بوجود المجاهدتين وقائد القوة الجوية ( الزعيم الركن جلال الاوقاتي )  وأمر الكلية العقيد لركن ( احمد الشيخلي )  كما استقبل العراق العديد من الطلبة الجزائريين للدراسة في كليات العراق بمختلف التخصصات ولعل المقال او البحث سوف لن يكف لذكر كل ما فعله الزعيم الركن عبد الكريم قاسم لدعم الثورة الجزائرية فما ذكرناه كانت بعض من الأساسيات ولا يسعنا القول ألا بان العراق دعم الثورة الجزائرية حتى اعترف الجنرال شارل ديغول باستقلال الجزائر سنة 1962 .

العلاقات العراقية الجزائرية قبل وبعد الاستقلال ودور الجزائر بمساندة العراق  :

قد نمر والوطن العربي بأمور مختلفة في وقتنا الحاضر وعل هذه الأمور هي بداية لعهد جديد للعلاقات الدولية بن الدول العربية فما يحصل الآن على الساحة هو ليس انتهاء الفترة المظلمة التي مر بها الوطن العربي في سنوات الإرهاب .

فالعلاقات الدولية كانت ولا زالت هي العنصر الفعال لبناء الدول وتقدمها ومن هنا نريد تسليط الضوء على العلاقات العراقية الجزائرية قبل وبعد الاستقلال فكما ذكرنا ان للعراق ألقاسمي دور كبير بدعم الثورة الجزائرية فهذه قد تكون بنضر المجتمعات الغربية ليست إلا مصالح مشتركة بن البلدين ولكن ما نراه كعرب يختلف اختلافا تاما فنحن نرى الشعب الجزائري بعين الأخوة ويرونا كذالك فمساندة العراق للجزائر كان فعل ينبع من القلب فلم يحتمل العراقيون رؤية الجرائم البشعة التي ارتكبتها فرنسا بحق الجزائر فكان العراق حكومتا وشعبا متعاطفين قلبا وقالبا  مع القضية الجزائرية فنضم الشعب العراقي مظاهرات أسبوعية تطالب باستقلال الجزائر فكانت العلاقات العراقية الجزائرية قبل الاستقلال علاقات تجمع البلدين للدفاع عن أنفسهم وأرضهم وشعبهم فكما ذكر الزعيم عبد الكرم قاسم بأحد خطاباته قائلا بان الشعب الجزائري هو جزء منا  ..

إما بعد  الاستقلال كانت العلاقات جيدة  فالبلدين على أهبة الاستعداد لمساندة بعضهم وبعد مرور فترة من الزمن تغيروا بها  حكام العراق  وصولا إلى سنه 1988 فلم تفوت الجزائر الحبيبة فرصة مساندة الشعب العراقي بعقد اتفاقية بين العراق وإيران لإيقاف إطلاق النار وقد صرح بهذا الخبر الرئيس الراحل رحمه الله ( هواري بو مدين ) آذ ذكر قائلا من داخل المؤتمر ( يسرني أيها الإخوة والأخوات أن أعلن على إسماعكم بأنه وقع اتفاقا شاملا يسوي جميع المشاكل القائمة بين البلدين الشقيقين إيران والعراق )

فانتهت الحرب العراقية الايرانية  التي أطاحت بالعراقيين لمدة 8 سنوات من القتال المتواصل باتفاقية عقدت في جمهورية الجزائر الحبيبة لم يقتصر دور الجزائر بدعم العراق على هذا النحو فقط  بل دعموا العراق للمرة الثانية على التوالي في الحرب عليه عام 1991 وفي سنوات الحصار على الدولة العراقية التي دامت لمدة 12 سنة دعمت الجزائر العراق بالمواد الغذائية وحتى  وقتنا الحاضر ففي السنة الماضية أي في سنة 2017 قد أرسلت الجزائر حوالي 180طن  من المواد الغذائية و الادوية والمعدات الطبية  لصالح نازحي الموصل والتي اشرف على توزيعها الهلال الأحمر الجزائري إذ تمت هذه المساعدة بالتشاور بين السفير العراقي و ( رئيس الهلال الأحمر الجزائري صيدا بنحابيلس)  حيث كان هذا القرار من قبل فخامة رئيس جمهورية الجزائر السيد عبد العزيز بوتفليقا إذ تعبر هذه المساعدات عن مدا التعاون مع الشعب العراقي إذ كان من الطبيعي على الشعب والحكومة الجزائرة مساندة العراق في هذه الظروف الصعبة كما إن الجزائر أول دولة   تهنا العراق بانتصار على الإرهاب عن طريق الأمين العام لوزارة الدفاع  الوطني الجزائري مشيرا ببطولة الجيش العراقي وقواته المسلحة مستذكرا العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والعلاقات مستمرة بالتحسن والسير بالاتجاه الصحيح فالعراق والجزائر يتعاونان بدافع قلبي اخوي يجمع البلدين قلبا وقالبا ليس بقوانين أو حبر على ورق .

ذوالفقار زياد ألعماري  

مصدر لم يذكر داخل المقال هو محاضرة  في المدخل للعلاقات الدولية

الأستاذة فاطمة غلمان  أستاذة مادة مدخل الى العلاقات الدولية

جامعة : القاضي عياض  ( مراكش )

 فيديو مقال العلاقات الدولية في تاريخ الوطن العربي الحديث

أضف تعليقك هنا