العودة إلى المصير!

رواية الكاتب “حسن النعمي”

العودة إلى المصير ! .. ما هي إلا إحدى روائع وإبداعات الصديق والزميل العملي : حسن النعمي , ليقصص علينا وينثر بروايته الجميلة والمختصرة : من على جسر بريدج طلبت منه الرحيل إلى الأبد , حيث وصل العجوز ( كبير السن ) هانك منهكا بعد نهار شاق التقط الكثير من أنفاسه , صوت النهر ورائحة الصندل , جرعة أخرى من الآلام , مضى أربعون خريفا .. وكأنها تسأله .. لماذا عدت يا هانك ؟ فالصدف الجميلة لا تتكرر , كما أن الجميلات يشخن أيضا .

استجمع ابن الستين خريفا قواه وواصل السير نحو الكوخ ثم فتح الباب بطريقتها المفضلة كما كانت تفعل مارينا , وابتسم رغم كآبة المكان ابتسامة لا تليق بعجوز , ليقول : لقد ذبل كل شي .. وكأن الربيع لا يزور المكان , ليتغير كل شي عدا رائحة الصندل !

هكذا هي الحياة

فجلس منهكا على حطام أريكة ومرآة مكسورة كانت تعشقه , حتى جدران الكوخ تعلم ذلك , ثم سأل نفسه للمرة الأخيرة .. لماذا بتلك القسوة ؟  محاولا إقناع نفسه بكبرياء زائف , فالأشباح لن تجيب عليك يا هانك , فتسقط قصاصة مهترئة عند قدميه من أعلى الرف كانت وصفة لطبيب مكتوب فيها : ( أنتي مصابة بالسرطان , بقي القليل من حياتك , كوني قوية يا مارينا ) , ويتكرر معه السؤال بـ : لماذا عدت يا هانك ؟ .. وما عليك إلا أن تصرخ الآن أو لتصمت إلى الأبد , ليدرك بعدها العجوز الحقيقة , محاولا البحث عنها كما لو كان يبحث عن حتفه , فيسقط على حطام الأريكة , ولا شي وقتها سوى الموت ورائحة الصندل ! .. وتنتهي قصتنا الجميلة .. لأختم عنها بـ : هكذا هي الحياة .. فأحيانا من الجيد لنا عدم معرفة الحقيقة كي لا تهوي بنا أو تلقي بحتفنا , بسبب فضولنا أو زيادة شوقنا أو لهفة وشغفا لحنينا أو ربما بسبب إصرارنا في محاسبة النفس وتأنيب الضمير بعد معرفتنا لكل أو لبعض عيوبنا وأخطائنا التي قد تكون معلقة إما على أمل المعالجة والإصلاح من حالنا وشأننا , وإما على حساب همتنا وعزيمتنا في إكمال النقص الذي فينا بالعودة إلى المصير ! .

فيديو مقال العودة إلى المصير !

 

أضف تعليقك هنا

سامي أبودش

سامي أبودش

كاتب مقالات بالصحف الإلكترونية السعودية.
المملكة العربية السعودية
جوال : 00966558335053