المواطن النرجسي

بعون الله سوف يوضح لكم العبد لله في هذا المقال المتواضع أوجه الشبة الشديد ما بين المواطن المصري وبين مريض النرجسية. لا تتسرع وتنكر انك لست نرجسي، فأنت مخطئ. فالنرجسية يا عزيزي تجري في عروقك مجري الدم. وتعال معي لتعرف بنفسك ما هي النرجسية وما هي أعراضها.
في البداية نقدم تعريف للنرجسية وأعراضها وفقا لموسوعة ويكيبيديا.

تعريف النرجسية 

النرجسية تعني حب النفس أو الأنانية، وهو اضطراب في الشخصية حيث تتميز بالغرور، والتعالي، والشعور بالأهمية المبالغ فيها وانه هو وحدة مركز الكون، ويجب علي كل من حوله أن يطري عليه ويعجب به. وقد سميت بذلك الاسم نسباً إلي أسطورة يونانية شهيرة تقول انه كان هناك فتي يدعي نركسوس علي قدر كبير من الوسامة وبالطبع كان معجب بشكله لدرجة الجنون فقد عشق رؤية انعكاس وجهه علي سطح الماء إلي أن لقي مصرعه غرقاً.
بعد ذلك نقدم لكم أعراض الشخصية النرجسية وأوجه الشبه بينها وبين المواطن المصري.
الأنانية هي الصفة الأساسية للشخصية النرجسية، عشق الذات فهو يري نفسه الأجمل والباقي اقل منه جمالاً. ويصاحبه شعور بالعظمة. وانه شخص نادر الوجود ويحق للجميع أن يقبلوا أيديهم وش وضهر لوجوده بينهم. فمن دونه هم لا شيء. ويميل النرجسي نحو إعطاء قيمة عالية لأفعاله وأفضاله. وينظر من الجميع احترام أفكاره مهما كانت تافهة. وهو استغلالي ووصولي من الدرجة الأولي. وهو غيور، متمركز حول ذاته يستميت من أجل الحصول على المناصب لا لتحقيق ذاته وإنما لتحقيق أهدافه الشخصية.

وجه الشبه بين النرجسية والمواطن المصري

الاعتقاد بأنه أفضل من الجميع

وهذا حالنا جميعاً إذ مازلنا نعتقد أننا أحفاد الفراعنة العظام مؤسسين أول حضارة في التاريخ ومن منطلق أن مصر هي أم الدنيا فنحن نستحق الاحترام بينما يقول علماء الاجتماع أن هذا الشعور بالعظمة والأهمية يتناقض بقسوة مع وضعنا الحالي فنحن أحفاد الفراعنة العظام بناة الأهرام. ونحن أيضاً من نبحث عن لقمة العيش وسط القمامة.
كراهية الذين لا يعجب لهم. فعندما يختلف المواطن النرجسي مع مواطن نرجسي آخر يعتبر هذا نهاية الود فيما بينهما. فإما أنت معي وإما أنت ضدي دون أن يدركا أن الاختلاف في الآراء أمر جوهري، وان لم تختلف الأذواق لبارت السلع. فلم يعد المواطن النرجسي يقلب أي رأي آخر سوي رأيه هو فقط وغالباً ما يكون راية هذا خاطئ. والمصيبة انه حتى عندما يدرك أن رأيه كان خاطئاً لا يقوم بتصحيحه بل يزداد تمسكاً به لأنه يكره أن يقول الآخرين انه غير رأيه ومبادئه في الحياة وأنه من الأفضل له أن يموت علي هذا الرأي الخاطئ من أن يقال انه لا رأي له.

يدعي أنه الخبير في أشياء كثيرة

فهو يفهم كل ما يدور حوله يفهم في السياسة ويفهم في الفن ويفهم في الثقافة ويفهم في الفلك والطب والهندسة ويفهم في الدين ويفتي عن جهل مطبق، ومهما قابلت من ناس لن تجد احد يقول لك انه لا يفهم كل شيء. فهذا الإنسان الجاهل لم يوجد بعد.
فرط الحساسية للأي اهانات أو شتائم متخيلة. والحقيقة أننا أصبحنا شديدو الحساسية من تلك الناحية فقد ولي زمن الصبر الجميل علي الشتائم والضرب من القريب ومن الغريب. فلم يعد المواطن يتحمل ضربات الحكومة المتتالية وبات قليل الصبر وكثير التذمر، وكأنما هو شخص مهم وذو حيثية تستحق الاحترام.

الإطراء الزائد تجاه الناس الذين نعجب بهم

وهو يندرج تحت مسمي ((التطبيل)) وهو التطور الطبيعي للمنافقة والمداهنة، وهو سلاح سري فعال جداً، ويقال انه أسرع وسيلة في زمننا هذا للوصول للمراد والمبتغي ولدرء العقاب من الجهات المختصة. فلكي تطبل لابد أن يكون لديك منبر إعلامي ينشر تطبيلك علي الملأ. فأنت تطبل لمديرك في العمل ولزوجتك في البيت ولحماتك أيضاً، وقد تطبل لرجل واصل تبغي من وراءه واسطة أو منفعة. الجميع يطبل ولكن كلاً حسب هدفه ومراده الخاص.
التظاهر ليكون الشيء أكثر أهمية مما هو عليه بالفعل والمفاخرة والمبالغة في انجازاته فهو يري أن اقل جهد قام به مهما كان تافه ولا يذكر هو عمل عظيم لا يقل في حد ذاته عن بناء الهرم الأكبر. إذا خرج مع زوجته لشراء طلبات البيت فينبغي عليها أن تشيد بتلك أللفته الأكثر من رائعة، وتنشر الخبر لدي أهلهم والجيران. لو انهي عمل كُلف به فينبغي علي مديره أن يشيد بكفاءته وإخلاصه في العمل ولا مانع من منحه جائزة الموظف المثالي.

عدم القدرة على النظر إلى العالم من منظور الآخرين

وهو عيب خطير فالمواطن النرجسي لا يستطيع أن يملك عين وبصيرة الحكومة فما يراه هو فيه صالح له تراه الحكومة غير ذالك. وما تراه الحكومة فيه صالح للمواطن يراه هو غير ذلك. فافتقاد القدرة علي رؤية الأوضاع من منظور الآخرين يسبب له الكثير من المشاكل ويفتح عليه باب سوء الظن والشك. مما ينغص عليه حياته ويجعله يعيش في جحيم من الشك والريبة.
صعوبة في إبداء التعاطف مع الآخرين فأنت تري وتسمع أخبار فظيعة ومآسي لا حصر لها تحدث في كل مكان. ولكن لأننا فقدنا التعاطف مع الآخرين اكتفينا فقط بالتعاطف الإليكتروني، فنخرب الدنيا علي الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي، بينما نحن جالسون في استرخاء نشاهد المسلسل التركي. ولكن إذا نظرت لمواقع التواصل الاجتماعي تجدها ساحة معركة ولا معركة العلمين. لقد حررنا الأقصى افتراضياً ولم يعد أمامنا إلا تحريره فعلياً.

النرجسي يحاول تأمين الشعور بالتفوق

في مواجهة قدرات شخص آخر متفوق باستخدام الازدراء للتقليل من مكانة ذلك الشخص الآخر، ويتجه إلي مهاجمته وتجريحه وقد يصل الأمر إلي التطاول علي الأعراض. وهذا النموذج يسمي ((عواجيز الفرح)) وقد انتشروا بصورة كبيرة لانتقاد كل ما هو جميل ورائع خرج بعيد عنهم ولا يمت لهم بصلة. وهم خبراء أيضاً في تكسير المجاديف وإحباط الهمم.
يطالب المواطن النرجسي الحكومة بالاهتمام به وتلبية جميع رغباته النرجسية التي يعتقد أنها حق مشروع له. فله الحق في رعاية صحية تليق بمقامه الرفيع. وله الحق في تعليم جيد. وطعام يصلح للاستخدام الآدمي. وله الحق في تعليم جيد لأولاده النرجسيين بالوراثة. له الحق في حياة كريمة علي ارض يفترض هو بنرجسيته المريضة أنها أرضه وارض آباءه وأجداده.
وعندما تفشل الحكومة من وجهة نظر ه النرجسية في تلبية طلباته التعجيزيه المجحفة يقرر هو أن يحرمها من طلعته البهية بأن يلجأ إلي الهجرة غير الشرعية ليجعل الحكومة من بعده تعض بنان الندم علي رحيله المؤسف الذي لن تعوضه بعد ذلك أبداً.

لذلك فهمت الحكومة حيلة المواطن النرجسي للوي دراعها، وعلي رأي الفنان الكبير كمال الشناوي في فيلم الإرهاب والكباب ((الحكومة مالهاش دراع عشان تتلوي منه)). فلم تعد الحكومة تنشر أخبار محاولات الهجرة غير الشرعية المتكررة. وان كان هذا التصرف من قبل الحكومة يثير التساؤل. فهل حجبت تلك الأخبار خشية أن يلجأ المواطن النرجسي إلي الهجرة خارج البلد في مركب متهالك لن يصل إلي وجهته مطلقاً؟ أم هي بذلك التناسي المتعمد تساعد المواطن علي تكرار المحاولة. فباب الاجتهاد مفتوح، لعله يستطيع النجاح هذه المرة ويصل إلي وجهته أو آخرته أيهما اقرب.
بعد كل هذا هل مازلت تنكر انك لست نرجسي؟

فيديو مقال المواطن النرجسي

أضف تعليقك هنا