في مطلع البحر

 نأخذ من الحياة ولانعطي…

دائماً ما تنتظرنا الحياة باسطةً ذراعيها منتظرة منا ما سوف نقدمه لها ونحن ننتظر منها ما سوف تقدمه لنا من خدمات ولكن ما يحدث على العكس تماماً فنحن من نأخذ منها الخدمات ولا نرد لها بما يجب أن نرد جميلها.

ولكن يأتي قدر الانسان وأن يختار المساواة بينه وبين الحياة ويظن أن هذا هو العدل في الحقيقة نحن من نأخذ من الحياة وليست الحياة هي من تأخذ منا وفي تلك اللحظات التي تتم فيها عملية المعادلة والموازنة من قبل الانسان تنظر الحياة الى الانسان بشفقة لما سوف ترده له من الأذية التي سببها للحياة منتظراً منها العدل ولهذا قرر الانسان أن يعيش الحياة غير مبالٍ بالعواقب التي سيخوضها تنتظرك الحياة بفارغ الصبر .

حاجة الانسان لشريك في الحياة

تهيئ الحياة نفسها للفرصة السانحة وتبدأ بالهجوم المضاد ومن ثم يشكوا الانسان سبب مباغتة الحياة له ومفاجأته بمفاجأت غير سارة, يجب على الانسان أن يدرك أنه على بُعد خطوات قليلة من تدمير حياته بسبب محاولة مفاجأة منه لصنع طريق جديد غير ممهد له حاول تمهيده لنفسه بطرقه التي يظن انها في مصلحته الشخصية ولكن ياللأسف لم يظن في يوم من الأيام أن من الممكن أن يتم الرد على الصاعقة بغيرها ولم يقدر عاقبة فعلته ولهذا يحاول الانسان أن يتجنب الخطأ قدر المستطاع ويحاول اختيار الطريق السليم المنصف له, ان فعلت ذلك فالتبدأ بتخيل الضربة التي سترد اليك قريباً وكل ذلك لأنك اخترت قرارك السليم ولكن لتلاحظ أن الضربة القادمة ضدك ستكون بسبب أنك اخترت طريق لنفسك فقط لم تختر طريق لمن حاولو دخول الطريق بصحبتك .

ان تعمقت في الأمر قليلاً ستدرك أنك ان اخترت طريق للسير فيه وحيداً محاولاً ادراك النهاية فان الموضوع كاملاً ليس مسلٍ لأن الانسان بدون رفيق الدرب لن يستطيع اكمال طريقه بنفسه ولن يستطيع اكمال حياته مهما حاول بدون ذلك الرفيق ولذلك وجب على الانسان السعي في بحر واسع من السواد والظلمات حتى يصل للنور الساطع الذي ينتظره في الضفة المقابلة للبحر عميق السواد بعيد النور.

فيديو مقال في مطلع البحر

أضف تعليقك هنا