أزمة نظام أم أزمة اشخاص

الأسباب الأساسية لأزماتنا الوطنية

لا تقتصر الأسباب الأساسية لأزماتنا الوطنية، على الاشخاص فقط، بل يتحمل النظام الثقل الأكبر في ميزان التقييم، ومن الغريب إن معظم ملامات الشعب واتهاماته وانتقاداته، موجهة للأشخاص فقط، فمعظمنا يقول: “السياسي فاسد، المسؤول فاسد، الموظف فاسد، التاجر فاسد… إلخ”، ونادر ما نسمع من يقول: “النظام فاسد”، قد يستشكل القارئ، ما الفرق بين فساد الأشخاص وفساد النظام؟! فالنتيجة واحدة وهي: “طيحان حظنا بكل الأحوال”، وإن “النظام الفاسد يمثله الأشخاص الفاسدون”، “والنظام الفاسد قائم على أشخاص فاسدين”.
جوابي هو: لحل أزماتنا الوطنية، يجب علينا معرفة أسبابها الأساسية، حسب قاعدة (إن تشخيص المرض نصف العلاج)، وهذا ما نجح فيه الشعب المصري؛ إذ عرف الأسباب الأساسية، فرفع في الربيع العربي شعار “الشعب يريد اسقاط النظام”، ولم يرفع شعار “الشعب يريد اسقاط الرئيس”، والولايات المتحدة عندما أرادت التغيير في العراق عام 2003، غيّرت النظام ولم تغيير شخص الحاكم فقط… إذاً، تغيير النظام يُوجب تغيير الأشخاص.

التشخيص الصحيح لأزماتنا الوطنية

نعم، إن التشخيص الصحيح لأزماتنا الوطنية، هو إن نظام دولتنا فاسد، وإصلاح الدولة بإصلاح النظام، فما فائدة أن تأتي بأشخاص صالحين، والنظام فاسد يحمي الفاسدين، ويُسهل طريقهم، ويصونهم من العقاب، ويؤمنهم من الحساب، ويحفز غير الفاسدين على الفساد، إذ يرى غير الفاسد أن الفاسد يتضخم بفساده، والصالحين أما عاجزين عن الإصلاح أو خائفين من الإصلاح.
بعد أن عرفنا أهمية النظام وجب أن نعرفه، فهو: “جملة القوانين والقواعد والإجراءات، التي تخضع لها الدولة ومفاصلها ومؤسساتها وشعبها، ويتم وضعه بواسطة اشخاص مُشرعين للقوانين، مُنتخبين أو مُعينين، والنظام هو من يُسيّر الدولة ويُوجها، فإن صلح النظام صلحت الدولة، وإن فسد النظام فسدت الدولة”.
بما إن دولتنا قائمة على النظام البرلماني المنتخب، فإن إصلاح النظام وتصحيح مساراته، يبدأ من الإنتخابات البرلمانية، وهنا تبرز أهمية انتخاب المُشرعين: الوطنيين والصالحين والمصلحين والمصححين… نعم، الإنتخابات البرلمانية هي السبيل الأفضل والأسهل للإصلاح والتصحيح.
بعد كل هذا نصل إلى نتيجة: “إن الإصلاح والتصحيح بيدك أنت أيها الناخب”، “بصوتك أيها الناخب مصير وطننا”، “بصوتك أيها الناخب مصيرك ومصير من تحب”.

أضف تعليقك هنا