أليست الرشوة حرام ؟ إذاً فلماذا أخذها السيستاني !؟ – #العراق

بقلم الكاتب محمد سعيد العراقي

تعريف الرشوة 

الرشوة في عرف أهل الاختصاص تعني كل مال يُعطى لشخص ذو سلطة أو منصب مسؤول لكي يوافق على تمرير أمر ليس قانوني أوغير شرعي ،

أما موقف ديننا الحنيف منها فقد اعتبر كل من مقدم الرشوة و مستلمها و الوسيط بينهما في عِداد الملعونين في الدنيا و الآخرة حتى عدَّ جريمتهم تلك من المحرمات ( لعن الله الراشي و المرتشي و الرائش ) ،

أما موقف القانون الدولي تجاه هذه الجريمة الدخيلة على الإسلام فإن أغلب دول العالم  تسعى لاجتثاث الرشوة من جذورها فسنت لذلك القوانين الصارمة و فرضت العقوبات الشديدة على كل مرتكبيها علناً أو سراً ، لكن يا ترى

هل السيستاني يجهل أصل القضية القائمة على حرمة الرشوة أم أنه لم يقرأ التاريخ العربي؟

و كيف يقرأه وهو أصلاً لا يُجيد استخدام اللغة العربية و غير ملم بقواعدها  و أساليبها المتعددة ؟ وفي قراءة موضوعية بعيدة عن التعصب و تحليل واقعي لمجريات الأحداث التي شهدها العراق بعد 2003 وما تلتها من وقائع و مفارقات ساهمت و بشكل كبير في رسم خارطة طريق جديدة للبلاد أثرت فيما بعد سلباً على حياة العراقيين و أدخلت البلاد في دهاليز التخلف و تفشي الفساد و انتشار الأمراض الخطرة و انهيار القاعدة العلمية و التربوية و زيادة مستويات الفقر و العوز و معدلات البطالة و ارتفاع مؤشر الركود الاقتصادي الذي نجم عنه تضخم أعداد الأرامل و الأيتام ، و كذلك تمكن القوات الغازية من احتلال العراق و بدون أية مقاومة تذكر فيا ترى ما السبب في ذلك و المعروف أن أية دولة تتعرض للغزو فإنها تقدم كل التضحيات و تقاوم الجيوش الغازية ببسالة إلا في العراق فالجيوش المحتلة له استطاعت و بفترة وجيزة من احتلال العراق فمارست أبشع الجرائم الدموية و انتهكت حرمة المقدسات و اعتدت على أعراض العراقيات كلها يا ترى هل كانت اعتباطاً أم أن هنالك مرجعية تتحمل وزر تلك المآسي و الويلات ،

إذاً لابد من وجود مرجعٍ مهد لهم الطريق لإحتلال العراق

، وهذا المرجع طبعاً هو السيستاني الذي أفتى ب ( لا جهاد في زمن الغيبة ) تلك الفتوى  التي منعت العراقيين من مقاومة المحتلين بل و السكوت على جرائمهم ، لكن يبقى التساؤل المهم ما الأسباب و التي دفعت بالسيستاني إلى اتخاذ مثل هكذا موقف وهو يعلم علم اليقين بعواقبه الوخيمة ؟ رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي و الضابط للتواصل بين البنتاجون و السيستاني عند غزو العراق يكشف لنا في مذكراته الرسمية حقيقة التعاون و التواصل الذي جرى بين جميع الأطراف فقد قال في تلك المذكرات 🙁 لقد دفعنا 200 مليون دولار للسيستاني ثمن عدم الإفتاء ضد الأمريكان ) فيا عراقيون أليست هذه رشوة ؟ ألا يعلم السيستاني بأن الرشوة حرام أم أن مصالحه فوق كل شيء و كل اعتبار ديني و قانوني و أخلاقي ؟ و لكي لا ينسى العراقيون مَنْ يتحمل وزر المصائب و المآسي و النكبات التي حلت عليهم بعد دخول المحتل و التي لا زال الشرفاء يتحملون نتائجها الوخيمة .

بقلم الكاتب محمد سعيد العراقي

 

أضف تعليقك هنا