الحرية … صرخة فى الضمير الحر

دوامة الحياة

فى يوم ما من حياتى بات من الواضح لى ومن المؤكد لشخصى أننى على حق فيما أريد وأرجو لى ولدينى ولوطنى , أعترف أننى قد مررت بلحظات ضعف كثيرة جرفتنى فيها سفن الاعداء بعيداً عن ساحل النور واليقين , ولقد مرت على شخصى البسيط أوقات عصيبة كدت فيها ان أضل ضلالاً بعيداً فى متاهات هذه الدنيا وكدت أن أصبح فريسة سهلة بيد تجار الأهواء وعلى اثر ذلك اغتالتنى فى سنواتى السالفة سيول من الشهوات والشبهات لا أدرى أيهما أسبق إلى أسفى وسوء مصيرى , لكنما هذه هى الحياة بخيرها وشرها تلقى بظلالها على حياة كل منا فإما أن يكون أو لا يكون , فى أثنائى تلك اعتصرتنى أعاصير من الهم والألم وظللت أتسأل طويلاً لماذا أنا دائما فى منتصف الطريق لا اتقدم خطوة واحدة ,

خفايا الحياة

ولعل ما بدا لى بعد ذلك من خفايا أمور الغيب التى كنت أجهلها حين بدت لى صورتى من بعيد وظهر لى مسرح الحياة كاملاً أمام ناظرى أننى كنت ماشياً فى الحقيقة ولم أتوقف انما كان ذلك التوقف فى داخلى فى داخل فكرى ووجدانى , وكان ذلك التوقف ينعكس على قراراتى وتوجهاتى بشئ من السلبية الطاغية التى تصيب شتى دوائر الحياة بشئ من التشويش والعتمة والاختناق , غير أنه فى حقيقة الزمن وعمر الأيام كنت أنا الآخر أتحرك مع عقارب الساعة إلى حيث ألتقى مع أهدافى فى النهاية , لكن الأمور لا تجرى عادة وفق ما نحب ولذلك كان لزاماً علينا أن نتحرك بسرعة أكبر وأن نفيق من سباتنا الذى طال وأن نحرر الأفكار أولاً لتحرر الارواح والأنفس والأوطان بعد ذلك , وأقول لكم اخوانى ورفاقى وبرغم أيه عوامل قد كنت وضعتها فى اعتباراتى وأنا أكتب اليكم خطابى هذا أننى كتبت إليكم هذا الخطاب بشئ من الفلسفة المبعثرة بين طيات سطوره لأننى أعلم أن بداخل وجدان كل إنسان منكم ضميراً حراً يفهم عنى ما أقول , ولكل منكم رسالته الخاصة التى يستطيع بها أن يحقق شيئا ما له ولأمته وأن ينضم بعمله وجهده إلى مقاعد الخالدين الأحرار , وقد آن لنا أن ننادى من أعماق القلوب ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد النوم , والسلام .

فيديو مقال الحرية … صرخة فى الضمير الحر

أضف تعليقك هنا

د. محمد فرحات

طبيب أسنان من مصر

كاتب عربي - مصر