الشعب الفلسطيني يعلن وأد صفقة القرن في مهدها #فلسطين

“صفقة القرن”

لم يكن مفاجئاً ذاك الخطاب الذي توجه به ترامب الى نتياهو واعداً اياه بنقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلة، ولم يكن مفاجئاًَ أيضاً اعلان ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني، فأمريكا وعلى مر التاريخ كانت ولا تزال الداعم الأول والحليف الاستراتيجي للكيان الصهيوني، ولكن ما كان مفاجئاً ذاك الصمت العربي والدولي المريب وإن حمل ردوداً فانها لم تكن على مستوى الحدث اطلاقاً، والخشية كل الخشية ان يكون هذا الصمت عبارة عن موافقة ضمنية للبدء بتطبيق مشروع ما يسمى بـ “صفقة القرن” وتمرير بنودها، هذه الصفقة التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على الوجود الفلسطيني في الداخل والشتات.

في ظل هذه الظروف والمتغيرات الخطيرة التي طرأت على القضية الفلسطينية كان لابد من تحركٍ فلسطيني قوي يوقف جماح ترامب ويسقط المؤامرات التي تحاك ضده، وكما السابق كان الرهان اليوم على الشعب الفلسطيني بشيبه وشبابه ونسائه وأطفاله، وفصائله وحركاته وتنظيماته على ألوانها، وأعلامييه ومهندسيه ومثقفيه ونخبه المختلفة، فالشعب الفلسطيني أعلن بأن صفقة القرن لن تمر وان القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين كانت وستزال ما دام قلب الشعب الفلسطيني ينبض تحدي وصمود، وحرية وثورة.

الصمود الفلسطيني

فها هي الآن غزة تسطّر صفحات مشرقة في التاريخ الفلسطيني، يستابق شيبها قبل شبانها الى الحدود الزائلة مع الكيان الصهيوني، ويهرع أطفالها تحت أزيز الرصاص والقنابل المسيلة للدموع حاملين العلم الفلسطيني، ليثبتوا للعالم ان القضية لن تموت، والأمة ولادّة، والوطن سيعود، وليثبوا للعالم أجمع ان الكيان الصهيوني كيان ارهابي وحشي لا يعرف الا لغة الرصاص واراقة الدماء.

فبمثل هذا الشعب الصامد وهذه العقلية والارادة الصلبة التي يحملها،  لا يمكن التصور أبداً بأن القضية الفلسطينية ستنتهي وستتم تصفيتها، ولا يمكن التصور بأن ترامب وألف ترامب يمكن ان يغيروا في التاريخ شيئاً أو أن يطمسوا الحقيقة التي لا يمكن ان تغيب أبداً.

عبثاً يحاول البعض أن يفرض أجندته ومشاريعه على الشعب الفلسطيني، ولكن لم يدرك بأن هذا الشعب قادر على قلب المعادلات وتغيير الاتجاهات، ولم يدرك بأن أعتى صخرة تتكسر أمام صمود الطفل الفلسطيني، وأن الأمهات أعدت جيلاً لا يعرف للهزيمة عنوان ويتسلح بالعلم والمعرفة كطريقِ للتحرير.

والسؤال المطروح الآن، هل يبقى الشعب الفلسطيني وحيداً يواجه نيران العدو الصهيوني بصدوره العارية، ألم يحن الوقت لهبة شعبية عربية وإسلامية ودولية توقظ المجتمع العربي والدولي من سباته، وتعيد الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني؟!

 

أضف تعليقك هنا