النقد والنصيحة (أسلوب حياة)

اللطف بالنصيحة

انه لمن العجب انه في حال كان لديك خيارات جيدة ان تختار اسوء السبل
هكذا يتصرف البعض حين تتحدث معه
ينتقي اسوء الكلمات ليخبرك انه صادق و شفاف و صريح (اللي بقلبه على لسانه)
تباً له من لسان أعوج باي حق هذا .. الصدق لا يتعارض مع اللطف ابداً والذوق لايتعارض مع قول الحقيقة .. يعجبني جداً من ينتقون الكلمة الجيدة .. والعبارة الجميلة .. لهم حضور ياسرني ويسرني .. كلمتهم مسموعه .. و نصيحتهم تقبل بصدر رحب .. لطالما كرهت التطبيل و المجاملات الزائفه ولكن اعشق اللطف و اللين و المرونه .. لا اقبل بفضاضه القول ولا الفعل .. ما الغايه من تشويه الذوق العام بالمفردات البذيئه ما ذنب القلوب لتحتمل حده مفردتهم
اما على المستوى الشخصي اصاب بالصداع وتشل افكاري
ان نكبر اي ان نزداد تعقلاً وارتقاء قولاً وفعلاً …

الأدب بالنقد

حباً بالله اوقفوا هذه المهزله،،

لذا إن كنت مضطرا للنقد فافعل بأدب، في ديننا اسمه النصيحة وليس النقد، كما كان يفعل النبي فافعل، لا توجه النصيحة مباشرة، وعلى الملأ، أمام الأخرين، اجعل كلامك عاما بين الناس، فقد كان النبي يقول ما بال أقواما يفعلون كذا وكذا، هم يجلسون معه، ويعرفون انه يقصدهم، يتحدث عنهم، لكنه لا يجرح مشاعرهم، لا يفضحهم ويعرف الناس بهم، وهذا مهم، أيضا اختر كلماتك بدقة عند تقديم النصيحة، فأنت تنقد، وهذا وحده كاف كي تؤذي الآخرين، لا تستخدم الكلمات الحادة، كن لطيف في نقدك، غط يديك الحديديتين بقماش من حرير، صلبة هى، لكنها لطيفة، وصلابتها غير مرئية أيضا، تأكد عندما تنقد أحدا حتى وأنت بهذا اللطف انه مخطئ ولا مجال للشك في هذا، اسأل نفسك ألف مرة قبل توجيه اللوم: هل رأيي من هذه الزاوية صحيح! ربما كان هناك زاوية أخرى نظر بها الطرف الأخر الذي تريد أن تقدم النصح له، ربما يكون هو الصواب وأنت المخطئ! أو رأيه صواب، ورأيك أيضا، أو أن رأيه أكثر شمولية وأفضل فحصا ودقة! يقول علي ابن أبي طالب: لا تكثرن العتاب فانه يورث الضغينة و يدعوا إلى البغضاء و استعتب لمن رجوت عتابه.

علم نفسك أن النقد مشكلة، أنت في تحد مع نفسك كي تتخلص منها، النبي لم ينقد أحدا، ولم يحب أن يفعل، أنس قال انه لم ينقده ولو مرة، وقد كان خادمه، فما بالك بالآخرين، درب نفسك جيدا مرة بعد المرة، في كل مرة تريد أن تنقد فيها أحدا امنع نفسك وقل أنك سوف تتسبب في التالي:
–  أنك ستجرح الآخرين

–  أنك ستحدث مشكلة

–  انك ستفتح على نفسك النار من الآخرين فهل أنت مستعد؟

–  انك ستخسر صديقا أو زوجة أو زميلا في العمل فهل ترغب في هذا

– هل أنا على صواب، أم أن للأمر وجوه أخرى يجب فحصها أولا

–  هل يمكنني الاستعانة بمن هو أكثر خبرة أو أرجح عقلا أناقشه في الأمر قبل أن أتقدم بنقدي

ان كانت قراراتك كلها تقول:  قم بالنقد فأنا مستعد للمعركة، مستعد أن أخسر صديقا او مقربا أو زوجة، أو لتقبل كراهية الناس، وأن رأيي سديد لا مجال للشك، فقرارك في الاتجاه الخاطئ، قم بالخطوة الثانية إذن:

خطوات النقد

–  كيف أوجه النقد: بيني وبينه أم على الملأ؟
–  ما هي ألطف الكلمات التي يمكنني أن أنقده بها؟
– هل هناك مجال أن أجعل النقد عبارة عن مناقشة في الأمر بدلا من أن اجعله نقدا!؟

– ما هو رد الفعل المتوقع؟ توقع الأسوأ وتدرب عليه.
– هل أنا بعد كل هذا حريص على كسب ود هذا الشخص! أم سأكون فاجرا في خصامي معه فلا مجال للعودة!!

– هل أنا مستعد للأسف والاعتذار إن قام بهجوم مضاد! أم هل ستصبح معركة دامية؟

أظنك تقول في نفسك الآن: الأفضل ألا أقوم بهذا، ألا أنقد أحدا، فهذا أسوأ ما يمكنني القيام به كي أخسر الناس، ومن يخسر الناس يخسر كل شئ، فإن أشكر الناس للناس أشكرهم لله كما علمنا النبي، العكس أيضا صحيح!

إن أنت تعودت على نقد الناس فان الناس لن تتركك، هم سينقدوك أيضا، سيقومون ضدك بهجوم مضاد، يفرغون فيك قهر زمانهم، وشدة حزنهم، وجور الناس عليهم، ستكون بهذا خسرت الدنيا، والآخرة أيضا، اسمع لهذا الحديث الذي رواه أنس بن مالك: ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال‏ ‏مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقال نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقال نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وجبت وجبت وجبت قال ‏ ‏عمر فدى لك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خير فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض! هل رأيت ماذا يمثل رأي الناس فيك! هل تريد أن تنتقدهم الآن! يقول نعم من أراد أن يخسر كل شئ في الدنيا والآخرة.

كن ناصحا لا ناقدا ،،،

 

أضف تعليقك هنا

وليد صالح منصور الجبوب

وليد صالح منصور الجبوب