رزقك ليس في يد الرئيس

الرازق هو الله

يقول الله – تبارك وتعالى “وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ[الذاريات: 22، 23] وجاء في تفسير القرطبي لهذه الآية الكريمة :
“وفي السماء رزقكم أي عند الله في السماء رزقكم .
وقيل : المعنى وفي السماء تقدير رزقكم ، وما فيه لكم مكتوب في أم الكتاب “.
ورغم الفهم الواضح والصريح لمعني الآية الكريمة إلا أن البعض ينسي أو يتناسى أن الله ينزل الأرزاق من السماء ، ولن يتحصل أي إنسان علي مليم واحد دون إذن من الله بهذا .
ونسي البعض أو تناسي قول الله عز وجل “اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (العنكبوت 62)
وجاء في تفسير القرطبي لهذه الآية الكريمة :

الله يبسط الرزق لمن يشاء….

أي لا يختلف أمر الرزق بالإيمان والكفر، فالتوسيع والتقتير منه ، فكل شيء بقضاء وقدر . إن الله بكل شيء عليم من أحوالكم وأموركم . قيل : عليم بما يصلحكم من إقتار أو توسيع .
وجاء في تفسير إبن عاشور :
وبسط الرزق : إكثاره ، وقَدْره : تقليله وتقتيره . والمقصود : أنه الرازق لأحوال الرزق .
هذه مقدمة مطلوبة للتذكير حتي نسكت عن الشكوى ليل نهار بأن رواتبنا قليلة وأن البعض معه الكثير وليس معنا الا القليل.
وأن الرئيس بعد أن فاز في الانتخابات يجب أن يرفع المرتبات وأن يخفض الأسعار وأن يجعلنا مثل غيرنا تمتلئ جيوبنا بالمال.
ليس في وسع الرئيس أن يضع مليما في جيبك دون أرادة الله ،
ولو أن الله منحك المال لا يستطيع إنسان أن يمنعه عنك .
الرئيس جعله الله في هذا المكان لكي يرعي مصالح الناس بما أراده الله من توفيق.
ولو أراد الله عز وجل التوسعة علي الخلق ظهرت ينابيع البترول ، ومناجم الذهب ، وتفوق العلماء وجادت الزروع بالخير الوفير .
ولو أراد الله لتدفقت السفن في قناة السويس ، وتدفقت السياحة علي الشواطئ وفي المعابد ، وصمد الجنيه المصري في وجه الدولار.

الرئيس يعمل ليل نهار لكن ليس في يده رزقك .

الذي يرزقك هو الله فلاتتهم الرئيس بالتقصير أو أنه السبب في إفقارك بسياسات ظالمة.
أكتب هذا لأني لمست في الفترة الأخيرة شكوي متكررة من ضيق الحال وأن هؤلاء يبررون ضيق حالهم تبريرات كثرة وأولها أن الدولة لم توفر لهم فرصة العيش الكريم.
الدولة بالفعل تعمل جاهدة لتوفير العيش الكريم لكل أبنائها ، لكن ماذا تفعل الدولة والرئيس إذا أراد الله غير هذا؟
يجب أن نفيق من غفوتنا وبدلا من اتهام الرئيس ليل نهار بأنه لا يعطينا ما يكفي ، ونتجه الي الخالق ندعوه أن يوسع أرزاقنا مع عدم تواكلنا والأخذ بالأسباب والسعي في مناكبها .
هذا اذا كنا فعلا علي يقين بان الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر.

فيديو مقال رزقك ليس في يد الرئيس

 

أضف تعليقك هنا

د. الامير صحصاح

د. الأمير صحصاح