فضفضة غير برئية

العقل والواقع و الحياة

 عندما يريد قلمك أن يتكلم ويرفض عقلك تلك الرغبة، فتخرج كلماتٍ لا معنىً مباشرًا لها، ولا ربما يفهمها الجميع، أنت وحدُك الذي ستفهمها، وقتها سوف تشبع رغبتك الداخلية في الكتابة وعقلك في الكتمان، فتنتج ما يُشبه لوحةً مبعثرة الألوان مُشوَّهة، لكنّ بداخلها ألفًا من المعاني.
ربما أخرج بخيالي وبمفرادات اللغة عن سطحية الشعور والمعاني، إلى ما هو أعمق من النظرة المباشرة للوجه، أجزمُ بأن واحدًا فقط سيسرح بمخيلته مع تلك الكلمات، هو ذلك الذي يعيش وراء اللوحة المباشرة للحياة، يتناول فنجان قهوة على أريكة خشبية أمام شاطئ مضطرب الأمواج فيُخال له أنّها حياته، وحده فقط هو من يستطيع فهم ما أقول، أو ما أريدُ أن أقول.
لا أحدَ بات بإمكانه أن يختار دائرته التي يعيش فيها، بالنظر إلى الكم الهائل من التناقضات التي تحيطُ بنا، ولا أحد بإمكانه أنّ يعيش مرحلةً من واقع خياله يؤطِّر فيها ما يستحق أن يؤطَّر، كما بات أيضًا رسم لوحة متناسقة الألوان أمرًا يبدو هو الآخر صعب التحقق.
الآن يبدو أنك بحاجة إلى التقاط نفسٍ عميق، والاتكاء على أريكتك، ثمّ تعالى نخرج من الواقع، نزيح بأيدينا الستار إلى عمق الحياة..

بداية جديدة في الحياة

 بداخلنا دقّتْ أجراس كثيرة.. تُهنا في دروبٍ شتى.. التقطنا – بآمل عريضة – طرف المركب وهو يبحرُ وسط العاصفة.. اضطرابات عديدة قرّبتنا من أشياءَ لم نكن نرغبها.. تلاشينا وعدنا.. تخلينا وضعفنا.. بانت قوةٌ كامنةٌ بداخلنا وهربت في لحظات ضعفٍ؛ هكذا حال الدنيا تتوهُ بعقلك كي تصل لأية نقطة ثباتٍ، نقطةٌ في دائرة تستطيع إزاءها أن تكون نفسَك بكامل إرادتك ورغبتك وقوتك.. لا سامح الله لحظاتِ الضعف التي تنتزع منّا حلاوة الشعور بالانتصار.
مراتٌ عديدة أرادت أرواحنُا أن تقف وقفةَ ثباتٍ، تلك الوقفة التي تنهي مرحلة تخبُّط جعلتنا مشتتين الفكر والإرادة والروح معًا، نمحوُ بها آثار التيه، ونكتب سطورًا جديدة، نهربُ من واقع، بعدما انغمست أقدامنا في اللانهاية من المتناقضات، ليست بالضرورة تلك التناقضات المجتمعية، لربما إغماض عينيك عن رؤية السحاب في وقت تريدُ إشباعها بلوحته المفعمة بالطاقة هي في حد ذاتها تناقضات، واقعٌ يُخالف الخيال هو في حد ذاته تناقض.
لكنّ أشرسَ لحظات التشتت تَنَغَصَ في القلب لدى أوقات ضبابية؛ ما يفقد الروح والعقل معه أية قوة لاتخاذ قرار نحو تلك الوقفة؛ وهو ما يبعدها مسافاتٍ أطول من تلك التي بدأناها أول الأمر.
بات الأمر الآن يُشبه خيوطًا متقاطعة تتنقل النظرات يُمْنَى ويُسرى، لا عليك، هكذا سنُة الحياة، يبدو أننا بحاجة إلى أن نغمض العين لنحصل على قسط من الراحة المؤقتة، وسنعيد معًا رسم اللوحة المبعثرة يا رفيقي لاحقًا.
فيديو مقال فضفضة غير برئية
 عندما يريد قلمك أن يتكلم ويرفض عقلك تلك الرغبة، فتخرج كلماتٍ لا معنىً مباشرًا لها
  يبدو أننا بحاجة إلى أن نغمض العين لنحصل على قسط من الراحة المؤقتة، وسنعيد معًا رسم اللوحة المبعثرة يا رفيقي لاحقًا
أضف تعليقك هنا