كيف تواجه منتقدي مشروعك بالمسحاة؟!

أسلوب ادارة المشاريع

من أهم الأساليب التي تعلمتها في إدارة المشاريع و من أكثرها فعالية، لم أتعلمها في منهجيات إدارة المشاريع العالمية أو من قراءة كتاب أو حضور محاضرة، بل من خلال تطبيق عملي من معلمي الاول في إدارة المشاريع والدي الغالي حفظه الله و أطال في عمره على عمل صالح.
كان للوالد مزرعة نخيل في القصيم وكانت هي المنتجع العائلي للأسرة و مرتع الهوايات و حاضنة المشاريع الصغيرة لنا، وكان من عادة الوالد مع ضيوفه ان يأخذهم بجولة سياحية بين النخيل و الأشجار وهذه كانت من أهم الفقرات مع الضيوف، وبالتأكيد تختلف آراء الزوار بين معجب بكل ما يرى و بين خبير لديه أفكار تحسينية، ولان الوالد كان مستمعا جيدا كان معظم الحديث اثناء هذه الزيارات في مناقشة مقترحات الضيوف، وبالفعل تم عمل الكثير من التحسينات بناء عليها، وبالمقابل هناك انتقادات لا تروق للوالد بسبب انها انتقادات لمجرد الانتقاد وفي الغالب غير منطقية و غير قابلة للتطبيق ومع ذلك كان الوالد يستمع لهم ولكن أصحاب هذه الانتقادات غالبا يستمرون بالطرح بل إنهم عندما يزوروننا مرة اخرى يتساءلون لماذا لم يتم الأخذ بآرائهم السابقة؟! ويطرحونها مرة أخرى وبإصرار اكبر!

استخدام اسلوب “المسحاة”

وكان الحل عند الوالد باستخدام اسلوب “المسحاة” وهي ببساطة عندما ما يقوم الضيف “الانتقادي” بطرح فكرته ينادي الوالد العامل ويطلب منه احضار “المسحاة” ويطلب من الضيف ان يقوم هو بنفسه بتنفيذ المقترح وما عليه إلا أن يوجه العامل بكيفية التنفيذ والإشراف عليه وله كل الصلاحيات في تنفيذ مقترحه كما يراه! عندها يبهت الذي اقترح! ويأخذ يفكر بالاقتراح مرة أخرى وتتبين المعوقات وعدم قابليتها للتنفيذ وذلك أن من يضع نفسه مكان المنفذ يرى ما لا يراه المنتقد أو المنظّر! وهناك مثل شعبي قديم يقول: “الناقد بصير” ، ونتيجة لذلك يسحب معظم المنتقدين اقتراحاتهم و يفضلون بقاء الوضع على ما هو عليه، والأهم أنهم لا يعيدون طرح هذه الاقتراحات مرة أخرى و لا يقدمون اي مقترح مستقبلي وهذا هو المطلوب. ولا أذكر مع كثرة اقتراحات الزوار إلا شخصا واحدا فقط نفّذ اقتراحه فعليا وقد كان من افضل التحسينات في المزرعة، وبهذا استخدم الوالد اداة “المسحاة” والتي تستخدم للحرث عادة كأداة إدارية لفرز المقترحات والانتقادات وأخذ المناسب منها و ترك ما تنقصه الواقعية أو كان انتقاد سلبي لمجرد الانتقاد!
بالتأكيد الانتقادات و المقترحات المقدمة لنا من أهم أسباب التحسين والتطوير في المشاريع بشرط أن تكون إيجابية و ليست لمجرد الانتقاد أو التقليل من مجهودات الآخرين أو ربما يلجأ بعض الناس للانتقاد ليس بهدف الانتقاد ولكن لمجرد إظهار الذات من خلال إسقاط الآخرين وهذا ما يجب أن نتعامل معه بحزم خصوصا ان اي قرار نتخذه أو مجهود نقوم به لا بد ان يكون فيه بعض السلبيات القابلة للنقد.

أسلوب النقد 

كثير من مدراء المشاريع يعانون من ذلك الشخص عابس الوجه الذي يحضر الاجتماع متأخرا و يجلس واضعا يديه خلف رأسه وبمجرد انتهاء مدير المشروع من الطرح ينتقد كل ما طرح و يظهر السلبيات و يقلل من الايجابيات، ورغم أن هذا النوع من الأشخاص مهم جدا لمعرفة العيوب و معالجتها إلا أن استمراره بالانتقاد السلبي ربما يكون له تأثيره الكبير على الآخرين في الشركة و يزيد من عدد مقاومي المشروع، كما أن عدم تعامل مدير المشروع معه بشكل حازم هو “عز الطلب” له لأنه يوفر له افضل مناخ لتحقيق أهدافه.
هنا نستخدم اسلوب “المسحاة”، لا تدافع كثيرا فقط اطلب من صاحب الاقتراح اجتماع آخر لمناقشة فكرته مع الفريق و تقديمها لك بشكل مفصل، أو اطلب منه ارسال ايميل لإيضاحها أو تقديم أي مستندات مفيدة في هذا المجال و لا تنس أن تدون ذلك في محضر الاجتماع، ولا تقلق ففي الغالب لن يكون هناك اجتماع و لن يرسل لك اي ايميل و الاجمل انه لن يعود للانتقاد السلبي مرة اخرى في الاجتماع القادم!

أضف تعليقك هنا

عبدالرزاق محمد التويجري

مستشار ومدرب في ادارة المشاريع الاحترافية PMP والتخطيط الاستراتيجي وادارة التغيير واتساب ٠٥٠٣٢٤٤٩٢٣ [email protected]