من يُحرم الطفولة لابد أن يَحلمَ بالسلاح! #اليمن

الأطفال و الحرب

لم تقتصر الحرب في اليمن _ بدخولها للعام الرابع_ على البشر والشجر والحجر ، ولكن بات الأطفال هم أكثر تضرراً منذ أن نشبت هذه الحرب في العام 2015 إلى وقتنا الحاضر، فمنهم من كان جزء من دمار الحرب ومنهم من يعيش حالة حرب لم تشهدها العالم من قبل؛ في حرب تفرضُ دمار وتشريد وأوبئة وجهل بعيداً عن المدارس.

فلا يعرف هؤلاء الأطفال سوى تلك الحياة التي تنتشلها الحرب يوم بعد آخر، ولن يتذكروا سوى القنابل والصواريخ وأصوات الرصاص التي حولت الأسر إلى أشلاء والبيوت والمدارس إلى ركام مليئة بمخلفات الحرب القاتلة.

فالحرب أضحت أكثر تأثيراً عليهم في المستقبل إذا سلموا من هذه الحرب الضروس في الوقت الحاضر.

فعندما يشاهد الأطفال قصف البيوت، وتنافر الأشلاء والجثث، وانتشار القذائف والصواريخ، ويتضورون جوعاً يوما بعد آخر، فاقدين أحد آبائهم أو إخوانهم، وتاركين مدارسهم، بعيدين عن أطفالاً كانوا بقربهم؛ ترتسم على مخيلتهم صورة حرب لن ينسوها أبداً مهما كانت الأسباب..

ينامون ولا يزالون يسمعون أصوات الطائرات في السماء، ويدخل جوف الليل وتتسلل إليهم الأحداث على هيئة أحلام لها نهايات على أشكال مفزعة تتحول إلى كوابيس .

موقف الانسانية من الطفولة

فالقوانيين الدولية لم تعد تهتم بشأنهم فيم تحذر منه بعض المنظمات الإنسانية العالمية، وعلى رأسها تحذير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”في منتصف يناير للعام الجاري؛ على لسان ميريتكسل ريلانو، ممثلة المنظمة في اليمن: “أن الأطفال الذين سيبقون على قيد الحياة سيحملون الندبات الجسدية والنفسية معهم إلى بقية حياتهم”.

فكيف سيحترم الأطفال مثل هذه القوانين الدولية وهم كباراً وقد خذلتهم في اللحظة التي كانوا بأمس الحاجة إليها وهم صغاراً؟

إذ أصبح ما تكشفهُ المنظمات من ضحايا الحرب سوى أرقام مجهولة الهوية وأحداث عابرة بالنسبة لوسائل الإعلام التي تهتم بالحرب القائمة والصراعات المتجددة أكثر من نتائجها وتداعياتها وسلبياتها على المجتمع.

فثلاثة ملايين طفل مولود في اليمن منذ بدء الحرب في شهر مارس عام 2015، ومصرع أكثر من خمسة آلاف طفل جراء الحرب، وأكثر من 11 مليون طفل يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ونحو 1.8 مليون طفل يعانون من سوء التغذية، وأكثر من مليوني طفل لا يمكنهم الذهاب إلى المدرسة؛ ألم تكن هذه الإحصائيات – بحسب منظمة “اليونيسف”- بوادر حل للسلام في اليمن فضلاً عن الضحايا غيرهم من الرجال والنساء؟

فلا يأسف الجميع لو تحول الأطفال إلى جيل ضائع، يتشردون ويحملون أحزانهم على ملامحهم البريئة، فخسارة التعليم ستؤثر فيهم على مدى السنوات القادمة؛ فهم لا يعرفون كيف تدحرجت المصائب لتسقط على رؤوسهم.

فتأثير الحرب على الأطفال أصبح أخطر من شبح الحرب؛ فهو الكارثة الإنسانية الكبرى في اليمن. فقد تستمر الحرب ولكن آثارها على الأطفال ستظل الأكثر أمتداداً لجيل بعد جيل.

فيديو مقال من يُحرم الطفولة لابد أن يَحلمَ بالسلاح! #اليمن

أضف تعليقك هنا