الشموع اليابانية وعلاقتها بالإقتصاديات العالمية

الشموع اليابانية وعلاقتها بالإقتصاديات العالمية

ماهي الشموع اليابانية؟

الشموع اليابانية طريقة قديمة لرصد وتسجيل حركة الأسعار في الاسواق المالية المختلفة ، ولقد تفتحت حديثاً عيون العالم الغربي علي هذه الشموع وكأنها اكتشفت سراَ دفيناَ من اسرار بلاد الشمس المشرقة.

واذا كنا جميعا قد تعلمنا في اول درس من مادة الاقتصاد ان الاسعار ترتفع عندما يزيد الطلب علي العرض ، وأنها تنخفض بزيادة العرض علي الطلب، فان الشموع اليابانية ما هي الا طريقة لقراءه حالة العرض والطلب وقياس قوة كل منهما بالاسواق.

لقد اثبتت الشموع اليابانية بمرور السنوات انها أداه من ادوات التحليل الفني الناجحة التي تساعد المستثمرين والمضاربين علي تحقيق معدلات ارباح مرتفعه، فهي تمتاز علي العديد من الطرق الغربيه التقليدية بقوتها في التحليل وقراءة نفسية المتعاملين بالاسواق وبقدرة عالية علي التنبؤ الصحيح لمسار الاسعار في المستقبل.

تاريخ الشموع اليابانية

منذ أكثر من ثلاثمائة عام، بدأ اليابانيون تداول العقود الآجلة للأرز، وهو ما اطلقو عليه تدتول “السلال الخاوية” ببورصة الارز بمدينة دوجيما، والمعروف ان الارز كان السلعة الرئيسية حينذاك.

وكان أحد كبار التجار يدعي ” مينوهيسا هوما ” قد كون ثروة طائلة من جراء عمليات الشراء والبيع بالبورصة ، حتي إنه حاز لقب ” ساموراي ” النبيل اعترافا ً بتفوقه الباهر في هذا المجال، ويعزي السر في نجاحه الي الطريقة التي كان يتبعها في التداول ، وهي ما عرفت فيما بعد باسم بلدة ” ساكاتا ” مسقط رأسه.

وقد دون “هوما ”  ملاحظاته عن فلسفة الاسواق في كتاب نشر له في عام 1755 م وهو ما يعد الأساس الذي بني عليه اسلوب التحليل الفني الياباني للأسواق.

وقد سجل اليابانيون الحركة اليومية للأسعار في شكل رسم بياني يشبة الشمعة وهي عبارة عن مستطيل له فتيلان علوي وسفلي ، قمة الفتيل العلوي هي أعلي سعر في الفترة الزمنية المرصودة ، وأدني نقطة في الفتيل السفلي تمثل أدني سعر تم التداول به خلال تلك الفترة.

أما سعرا الفتح والاقفال فيمثلان إما الخط العلوي وإما السفلي للمستطيل فكل شمعة تبرز علاقة كل من متغيرات السعر الاربعة بعضها ببعض ، هذه المتغيرات هي سعرا ( الفتح والاقفال ، وأعلي وأدني سعر ) . وقد سمو المستطيل بالجسم والفتيل بالظل.

مزايا وعيوب الشموع اليابانية

الشموع اليابانية لها مزايا وعيوب ، مثلها مثل أي طريقة أخري لتحليل السوق عامة  او للتحليل الفني خاصة، وفيما يلي أهم هذه المزايا والعيوب.

مزايا الشموع اليابانية

  • مؤشرات عكس الاتجاه تظهر بسرعة في شكل شمعة، او شمعتين أو ثلاث علي الأكثر.
  • تعرض صورة دقيقة ومستمرة للمعركة الدائرة بين الثيران والدببة.
  • عملية دمج الشموع قد تزيد من وضوح الحالة العامة للسوق.

عيوب الشموع اليابانية

  • يعتمد التحليل الفني للأسواق المالية علي سعر الاقفال ، وعليه يجب الانتظار لنهاية جلسة التداول لمعرفة شكل الشمعة.
  • تحتاج الي سعر الفتح ، وهو ما يمثل مشكلة بالنسبة للأسواق المفتوحة 24 ساعة بلا انقطاع ، كسوق الصرف الأجنبي مثلا الذي يعمل بالتوالي في أركان العالم أجمع علي مدار اليوم كاملاً.

أهمية الشموع اليابانية والاقتصاد

وفي نهاية المقال وبعد ان تحدثت بإيجاز عن الشموع اليابانية  احب ان اشير الي ان الشموع اليابانية تعتبر من أحد وأهم الاسس المنطقية والعقلانية الرئيسية لكثير من المستثمرين والمضاربين الناجحين في العالم، فهي تساعدهم علي نزع العاطفة من قرارات التداول وإحلالها بمؤشرات فنية قوية أثبتت التجارب والخبرات السابقة ارتفاع احتمالات نجاحها.

أضف تعليقك هنا