سمع الله لمن حمده

الخطأ في فهم معنى الحمد والشكر

هذه العبارة يقولها الإمام عند الرفع من الركوع، فيقول المصلون: “ربنا ولك الحمد والشكر” قول ما أنزل الله به من سلطان، وإنما ظنا منهم بأن الحمد والشكر بمعنى واحد على غير الحقية، وهنا سنوضح الفرق بينهما.

فالحمد يتضمن معنى الثناء والشكر معا، قال تعالى: “الحمد لله رب العالمين” أي التعظيم والمدح والثناء لله الذي خلق الناس وسائر المخلوقات، فكلمة رب العالمين خصصت معنى الحمد في الثناء دون غيره من المعاني الأخرى لكلمة الحمد ،وفي الآية التالية “الرحمن الرحيم” صفتان يتوجبان الشكر على نعمة الرحمة فينصرف معنى الحمد إلى الشكر.

الفرق في المعنى بين الحمد والشكر

إذن فالحمد أعم من الشكر إذ يتضمن معنى الشكر على النعمة والثناء على المنعم، وكذلك يتضمن معنى الرضا بالقضاء.

أما الشكر فهو قسم من أقسام الحمد، فالحمد عام والشكر خاص، والشكر يعني الثناء على شخص بسبب معروف صنعه، وقيل إنه مقلوب الكشر بمعنى الكشف أي الإظهار فالذي يشكر إنسانا يظهر فضله عليه، وعكسه الكفر الذي بمعنى الإخفاء، وفي الإنجليزية (cover) بمعنى الغطاء، وقال تعالى:

“وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد”

فالشكر لا يكون إلا على النعمة بعكس الحمد الذي يكون على السراء شكراً وعلى الضراء رضًا،فإذا قال لئن حمدتم لأزيدنكم لكانت الزيادة في غير النعمة.

وهناك فرق آخر بين الحمد والشكر، فالشكر يكون بالعمل والحمد يكون بالقول قال تعالى: “اعملوا آل داود شكرا” ، فلما كان الشكر يتوجب العمل فإن الحمد وحده يتوجب السماع. لذلك قال الإمام سمع الله لمن حمده ولم يقل سمع الله لمن حمده وشكره، فيقول: ” المصلون ربنا ولك الحمد”.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعينني وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.

فيديو مقال سمع الله لمن حمده

https://youtu.be/Ff1KSy2jd-Q

أضف تعليقك هنا