سيدي بروحي عنك !

سيدي بروحي عنك !

ذات يوم .. وقف الذكر (الرجل) وهو في حيرة من أمره , غاضبا ومتذمرا يتفتف ويهتف لنفسه شاكيا عن حاله مع زوجته .. !

فأشفقت عليه تلك الأنثى (المرأة) التي كانت واقفة بجواره صدفة , لتتألم معه وتقول له بشكل عفوي وأنثوي بلهجة صبيانية (لهجة خاصة بمنطقة جازان جنوب المملكة العربية السعودية) ..

سيدي بروحي عنك !

ليلتفت إليها الذكر في حالة من الخجل والاستغراب ويرد عليها قائلا: الروح قد عافت كل أنثى , فبداية الروح روح تحب وتهوى لتضحي وتهدى ولكن قد تكون نهايتها عبارة عن قصة مليئة من الحزن والجرح لتكون مؤلمة ثم تهمل وتنسى , ولهذا .. كفاني روح على روح وألم على ألم .. واتركي روحي يا سيدتي , فلست ناقصا لزيادة روح على روح جعلت روحي فداء عنكي.

فابتسمت الأنثى لترد عليه قائلة : حتى روحي قد تراجعت الآن عن قولها بعد سماع جوابك لي لتقول لك : لست جديرا يا سيدي بروح كل أنثى , فالأنثى مخلوق لطيف وجميل لكنه غريب قد خلق من ظلع أعوج , وهي تحتاج دائما إلى الحب والحنان , وإلى العطف والرقة في حسن التعامل وأيضا إلى الكلام الطيب والجميل وكذلك إلى المراعاة بالصبر عليها حتى وإن كانت في أسوأ حالتها.

وأخيرا يا سيدي .. من ظن أن الأنثى مجرد جسم فليتأكد بأن رجولته مجرد إسم , وعليه .. فستبقى روح الأنثى دائما مشفرة لا يتم فتحها أو يفهم عقلها أو يدخل قلبها سوى الذكر الذي يستحق لأن يكون مفتاحا لها ليستحق لقب الرجل بكامل ما تعنيه الكلمة , فالرجل رجل بأخلاقه ومواقفه وأفعاله لا باسمه أو شكله فقط وحتى يستطيع بعد ذلك فتح روحها ومعها قلبها بكل يسر وسهولة.

فخجل الذكر وتلعثم من ردها وقولها وكلامها الموزون ذو الحكمة والفائدة , لتدمع عيناه غشية ثم يرفع كلتا يديه كقائل لها وداعيا على كل أنثى : كم أنتي قوية وناعمة أيتها الأنثى , قوية في حربك وناعمة في سلامك , لذا سأدعي مرددا بـ : يحكم الله فيك أيتها الأنثى.

أضف تعليقك هنا

سامي أبودش

سامي أبودش

كاتب مقالات بالصحف الإلكترونية السعودية.
المملكة العربية السعودية
جوال : 00966558335053