ظالمون، لهم أسبابهم

كيف يفكر الظالم؟

هل يجد الظالم نفسه ظالماً، أم يعتقد أنه يصنع ما يحق له صنعه لأسبابه التي يراها دامغة؟كلمة الظلم مشتقة من الظلمة، و هي العتمة بسبب أنها سلوك قاتم ظلامي. أتساءل دائما، كيف للظالم أن يتعايش مع ظلمه.

كلنا نرى، ونسمع عن أهوال يصنعها فرد وجماعات ومنظمات ودول، ويضعنا ظلمها المتمادي أمام أسئلة محيرة، يحصل ذلك بدافع قوي وعزة عالية ما عادت بالإثم، بل لا يرى فيها للإثم أثر، الأمثلة في مجالاتنا الصغيرة ومحيطاتنا الكبيرة وعالمنا الواحد المشترك كثيرة، لكن بالنسبة لي لا أعتقد بقطعية أي شيء تتدخل فيه أي ظروف، لأن كل شيء يتأثر باختلاف تلك الظروف.

لذلك لن أقطع بشيء، وسوف أعيد التفكير في الأمور مراراً، ومن كل اتجاه، فأعود للبدايات وأصوغ السؤال سؤالاً جديداً، هل يجد الظالم نفسه ظالماً أم  يعتقد أنه يصنع ما يحق له صنعه لأسبابه التي يراها دامغة؟  ثم يأتي بعد ذلك تعايشه مع سلوكه.

تجارب حياة الظالم أحالت بنية تفكيره إلى شيء غير متناسق

بنية تفكير الظالم آيلة لسقوط يتمثل في عمل عدواني. قد يكون لدى الظالم نوع من التشوه المعرفي المتراكم عبر تجارب مختلفة طوال حياته أحالت بنية تفكيره إلى شيء غير متناسق آيلٍ لسقوط كارثي، يتمثل في عمل عدواني، وهذا علاجه قد يستحيل ولا يفيد معه شيء.

لأن مثله مستعد لمضرة من يستطيع مضرته بدم بارد ويتفاوت الضرر تبعاً لقدراته ومهاراته الشخصية وحجم تأثيره على المحيطين به، فإن كان ذا حضور قوي، صار المحيطون أتباعاً وهو القائد، وهذا النوع من المؤثرين عظيم الخطر.

لكن من ناحية أخرى لا زال خطرا ضعيف التأثير بذي المهارات المحدودة لأنه يريد أن يعوض نقصه، ويرضي قائده بأمر خارق أو كبير يكون له سبْق ارتكابه، ولا يعلم المجتمع الهانئ بسلامِه شيئاً عما ينتظره، وبأي شكل سيحدث، فقد دبر ونفذ ذلك القائد وتابعه كل ما وسعهم للتنفيس عن حقدهم تحت كل غطاء سواء أكان دينياً أو قومياً أو غيره، هو مجرد غطاء يخفي به عن الناس تلونه.

الإنسان بطبيعته صانع سلام

من الأهمية القصوى إبقاء العين الفاحصة على هذه الحالات، ومتابعة نشأتها وتطورها وتقلباتها لأنها تشذ بطرق مختلفة وغير متوقعة عن طبيعة العالم وشعوبه المتعايشة بفطرتها والمرحبة بالآخر طوال تاريخها، ومن الممكن القول أن الإنسان بطبيعته صانع سلام، إذا لم يقع تحت تأثير أيديولوجية أو تابعية كارهة أو وسواس قاهر.

فيديو مقال ظالمون، لهم أسبابهم

أضف تعليقك هنا