ما بين الاستعمار والصهيونية

لماذا حارب العرب الميليشيات الصهيونية؟

مشهد أفقى قديم من فوق قمة عربية، جيوش تتحرك تختلف لكناتها العربية وتتوحد تحت راية عربية واحدة الجيوش العربية تهاجم الميليشيات الصهيونية كان هذا عنوان الحرب وكفاه عنوانا، فإذا سألت احدنا وقتها لماذا يحارب العرب؟ فهى اجابة واحدة تجدها (تطهير الأرض العربية من الصهاينة).

لا سبيل للمفاوضات حينها فنحن لم نكن نواجه مملكة تتمدد أو دولة تستعمرنا، بل إنهم متطرفو اليهودية أرادوا أن يستولوا على أراضٍ عربية بمساعدة دول عظمى تحلم بوجود بديل لوجودها كالاستعمار القديم يذوب ويتلاشى أمام ثورات تجتاح البلدان العربية تحت مسمى ثورات التحرير.

انحراف الموقف السياسي العربي

كل ذاك كان بشكل صريح تعارض بين إرادة العرب وحقهم المشروع بفلسطين كاملة، وبين أحلام المتعصبين اليهود والدول الاستعمارية بقيام دولتهم الدينية، حتى بدأ الحلم هذا بالظهور لأرض الواقع عندما تحولت لأول مرة من حروب بين دول وميليشيات متعصبة، إذ خضع محمد أنور السادات كأول رئيس عربي يعترف بدولة إسرائيل، ويقوم بمعاهدة صلح مع الكيان المحتل، ويدخل الأراضى المحتلة ليتقاسم سويا مع مناحم بيجن زعيم العصابات الصهيونية جائزة نوبل للسلام.

وما هو بسلام ولم تكن سوى وصمة عار، فبعيدا عن بنود الخنوع التى بالمعاهدة من تخلٍ عن السيادة داخل أراضٍ مصرية، إلا أن هناك مكسب أهم للصهاينة بهذه المعاهدة، وهو تزييف واقعهم من ميليشيا إلى دولة معترف بها من إحدى أقوى الدول العربية حينها، وإحدى أهم أعمدة الحرب عليهم.

هل كانت حرب أكتوبر انتصارا لنا؟

فتعد حرب 73 أكبر انتصار فعلي في تاريخ الميليشيا الصهيونية، بخروجهم بهذه المعاهدة وفتح مجال فيما بعد لسوق الخيانة العربية من قبل زعمائها، فحدث ولا حرج من كامب ديفيد لغزة وأريحا للكويز فاليوم، لنرى زعماءنا الأشاوس يتحدثون بكل فجاجة وتبجح عن أن أمن الدولة الصهيونية، هو مهمتهم الأولى، وتجد أشباه المثقفين يتحدثون عن أن المقاومة الفلسطينية هي عمل إرهابي، حتى خيل لهم عقل الأنعام خاصتهم بأن هناك ما يسمى مواطنين عزل بالمستوطنات الصهيونية

وليولد لمجتمعنا العربى جيل جديد مشوه فكريا بما يسمى الفكر الساداتى، فلا هذا يغير من حقيقة الصراع العربى الصهيونى شيئا ولا يغير القاعدة الأولى وهي أن الجسد العربى حتى وإن اشتد المرض فسيقاوم فإما الشفاء أو الموت.

الحلول العقيمة وتزييف الواقغ

إننا هنا باقون بضمانة بقاء الصراع وضمانة زوالهم، وهذا ما ندركه حقا، إنا وإياهم لاوجود لما يسمى سلام دافئ بيننا كما يقول أشباه الرؤساء، ولا هناك مجال لتزييف الواقع بالحلول العقيمة كتقسيم القدس.

إنهم مستوطنون بأرضنا وإن كل مستوطن داخل الأراضى المحتلة ينام على حساب المشردين خارج بيوتهم من أهالى فلسطين. شئنا أم أبينا  ستنتهي براثن الدول العظمى كما انتهى عصر الاستعمار الفاني، وسنتخلص من أذياله قريبا، فقط مسافة الثورة.

فيديو مقال ما بين الاستعمار والصهيونية

أضف تعليقك هنا