مجتمعي يرفض حلمي – #قصة #الزواج_من_اجنبية

خواطر مزعجة في رحلة العودة

حين صعدت إلى الطائرة لأعود من أوكرانيا إلى المنطقة الشرقية بالسعودية، مصطحبا فتاة أحببتها، وتزوجتها حاربتني أفكاري، وشنت هجوما شنيعا على معتقداتي، وأخذت التساؤلات تنهمر علي بكل عنف، فأخذت أفكر كيف سيستقبلني أخي الأكبر، وبيدي فتاة بيضاء بياض الثلج، ولها شعر أسود كالليل المظلم وقواما كغصن البان الممشوق سافرة غير محجبة، وترتدي ملابس تظهر كل أنوثتها، أجزاء الصدر المزين بعقد من اللؤلؤ وبنطالا لا يتجاوز الفخذ مزينة ساقيها بخلخالا من ذهب ووشما فوق الأكف كالعجم، مبتسمتا للمارة غير مكترثة لعادات بلدي المحافظ.

ماذا سأقول وبماذا سأعتذر؟ طرأ على بالي الجيران من حولي كيف سيستقبلونني وهي تعانقني وضحكاتها تملأ أرجاء الحي؟والأدهى من ذلك كيف سأدخل إلى المنزل، وتتلقاني والدتي وأخواتي، وهي تلف يديها فوق خصري، وتتمايل بطولها لتغطي بشعرها صدري؟.

ماذا سأقول وكيف سأواجههم؟ ماذا لو رأتني الجدة، وهي تسحبني بأطراف أصابعها، وأنا أطيع أمرها، وأترنح خلفها كقط جائع يتحنن على صاحبه ليطعمه؟.

الوصول وانتظار  ظلام الليل الساتر

في تلك الأثناء وصلت الطائرة إلى المطار، ونزلنا فذهبت مسرعا لأشتري وشاحا من الصوف، وألفه على رأسي، وأغطي وجهي في أقسى وأشد درجات الحرارة الصيفية، ولما وصلت إلى المنزل، مكثنا بعيدا قليلا حتى يأتي الليل بساتر الظلام لأستطيع الدخول بأمان، ومن غير مشادات تعكر علينا صفونا.

وعندما جاء الليل أخذتها، وحملتها بكل رومانسية وعناية كما يفعل أبطال السينما، ودخلت من الباب الخلفي للمنزل، وخلعت حذائي كي لا يسمع الخدم خطوات قدمي، وسحبت زاحفا كالأفعى إلى الجناح الخاص بي في المنزل، ووضعتها فوق السرير المفروش بالحرير وريش النعام، وذهبت لأستحم قبل أن تستيقظ العائلة، وأتجهز لإعداد تمثيلية تليق بالموقف الذي تزوجت فيه من تلك الفتاة المتحررة والباغضة للحجاب والعبائة، وبعد مرور دقائق سريعة انتهيت من الحمام وارتديت أجمل ملابس النوم، واختبأت تحت اللحاف الأحمر والمخذة المحاكة بجلد الغزال.

وإذ الرياح تعصف هائجة لتهز الشبابيك في الغرفة، ويدخل الغبار المصاحب لمختلف الحشرات، ويقلقني حتى فزعت منه حين أعتم الجو، وملأ عيناي التراب، فلم أتحمل، فأخذت ألف لحافي وألفه حتى سقطت من على السرير، فترجلت مسرعا كي لا يسمعنا أحد، وأخذت أبحث عن تلك الفتاة طويلا حتى تيقنت أني كنت غارقا في النوم على صناديق الخشب وجريد النخل ومخدتي المحشوة ببقايا أكياس البلاستيك وغطاء السيارة المرقع الذي أتلحف به.

فوقفت عند شرخ كبير من الصندقة التي أعيش فيها، وأخذت أتأمل خارجا، وأخاطب نفسي هل ستعود زوجتي في الليلة المقبلة؟ ويعود معها منزل الأثرياء أم يا ترى هربت وأخذت الحلم معها؟.

فيديو قصة مجتمعي يرفض حلمي

أضف تعليقك هنا