من صاحب القرار؟ – #العراق

الحكم الديمقراطي و الدكتاتوري في العراق

في البلدان الديمقراطية من يحصل على أعلى الأصوات يمنح الثقة ويشكل الحكومة، اما في البلدان التي تعيش الحكم الدكتاتوري، من يستطيع أن يقتل الرئيس، يصبح هو الرئيس، ويبايعه الشعب بالرضا أو بالإكراه، ولا يوجد بين هذين النظامين نظام آخر. فالحكم إما ديمقراطي تنتقل من خلاله السلطة عبر صناديق الاقتراع، أو دكتاتوري تنتقل به السلطة عن طريق الدم والمؤامرات.

الحكم في العراق

لكن ما يحصل في العراق بعد العام 2003، نظام جديد لم تشهده جميع الأنظمة السابقة أو الحالية في المنطقة أو العالم فظاهره نظام ديمقراطي، هناك عملية انتخابية تجري كل أربعة سنوات، وباطنه نظام أكثر متبنياته تقوم على أساس المؤامرة والتخوين، فمن يفوز في السباق الانتخابي غير مضمون له تشكيل الحكومة وإدارة دفة الحكم، والخاسر في العملية الانتخابية من الراجح جدا، أن يتسلم أهم مفاصل الدولة، والتي تكون على تماس مباشر بأمن البلاد، ومستقبل الأجيال القادمة.

لذلك نجد أن نفس الوجوه موجودة منذ أكثر من عقد من الزمن، فمن نفقده في البرلمان نجده في الوزارة، ومن لم نره في الوزارة، نجده مستشارا أو سفيرا على أقل تقدير.

الوطن والشعب هما الوحيدان الخاسران

إن هذا النظام الذي يقوم على أساس التخوين والمؤامرة بين أكثر من طرف، لإبعاد طرف آخر، دائما ما يؤدي إلى عقد صفقات مشبوهة بين المتآمرين، وهذه الصفقات على حساب الوطن والشعب، وهما الوحيدان الخاسران في هذه الصفقة.

إن هذا التشابك في المصالح الحزبية، يجعل حتى المتفقين لا يثق أحدهما بالأخر، لذلك لا يوجد شيء مضمون أبدا، حتى إعلان الحكومة وكثير من المتغيرات دائما تحدث في اللحظات الأخيرة عند تشكيل كل حكومة، وعند إظهار نتائج الانتخابات، فكثير من المرشحين الذين يهنؤون أنفسهم بالفوز بمقعد برلماني، نتيجة لأصواتهم التي حصلوا عليها، تجدهم عند الإعلان خارج قبة البرلمان، في حين من لم يحصل على الأصوات تجده يجلس في مقدمة البرلمان.

من الذي يدير الأمور في العراق؟

إن عدم الاستقرار هذا بالإضافة إلى التشويش الذي يحصل منذ اليوم الأول للانتخابات، وحتى تشكيل الحكومة يدفعنا للتساؤل، من الذي يدير الأمور في البلد؟ هل هناك أيد خفية، تستطيع أن تغير كل الأمور فتجعلها بالجانب الذي ترغب؟.

إذا كان الجواب نعم، وهذا لم يعد سرا، إذن لماذا نتعب الشعب ونصرف الأموال، ونعطل الدولة بحجة الانتخابات؟
أليس من الأولى أن يقولوا للشعب إن من يشكل الحكومة، هم أناس من خارج الحدود مهما كانت هذه النتيجة الانتخابية؟

إن محاولة تغيير نتائج الانتخابات ما زالت مستمرة كما هي في كل مرة، لكن ما يميز هذه المرة أنها مفضوحة جدا، لذلك نعتقد أن هذه المرة هي الأمل الوحيد للديمقراطية في العراق، فإما أن تقتل دون عودة، أو تبعث الأمل مرة أخرى بإعادة الثقة بالعملية السياسية وفي مجمل العملية السياسية. الأمل بالزعامات الوطنية التي حصلت على أفضل النتائج، بتصحيح المسار وإخراج العراق من عنق الزجاجة.

فيديو مقال من صاحب القرار؟

أضف تعليقك هنا