إلى أين المطاف؟

إنها معركة بُدئت ولا تنوي أن تنتهي قط.

ترى أين ذهب الشباب المصري؟ هل صدر فرمان باستبدال أبناء مصر بكائنات أخرى لا تعرف معنى للحياة سوى اليأس والحزن؟ أم أنه قدر قد كتبه أحد ما من هؤلاء الملاعين عاشقي الفشل والبؤس؟ حقا إنه لأمر غريب! لكن الأمر الأكثر غرابة هنا هو كيف استسلم هؤلاء الشباب ذوي الثقافات المنفتحة والتطور الهائل والمهيمن الذي هم فيه الآن، لمثل هذا القدر اللعين الذي دمر حياتهم؟

نعم. لم يدمرها بالكامل، هناك بصيص من الأمل قد يعيد إليهم رشدهم ولكن ليس بالنعت والضرب فقد سئمت هذا أنا أيضا، لربما  قد ابتكرت العقول المصرية العديد من الطرق التي يتوجب على كل فرد أن يتعامل بها مع أبنائه، ولا ريب في أنها فعالة، ولكن هؤلاء الأسر في غشاوة تامه عن هذه الطرق، (فيسبوك _تويتر_واخيرا  انستا).

المواقع الاجتماعية وضعت قانونا جديدا للمسارات الفكرية

كما يقولون كل هذه المواقع لا بد أنها وضعت قانونا جديدا للمسارات الفكرية التي تسير بعقولهم. وعلى حد علمي هي لم تضع لهم قوانين يسيرون عليها  فحسب، بل جعلتهم يعيشون في حظر، حظر تجول بين أفكارهم الإيجابية المفيدة، وتركتهم سجناء في هذه الأفكار اللعينة كـالإعجاب والمشاركة والموضة، حقا إنها لمآساة وخسارة فادحة.

أما عن السؤال المتداول بين الجميع الآن، وهو لمَ هذا الجيل من الشباب بائس ومنحرف لا يفقه شيئا؟ فالإجابة تكمن في حديثكم المؤلم والمتكرر هذا طيلة الوقت، دعنا ننظر قليلا إلى أسرة بسيطة في أرض من أراضي مصر. إنها أسرة المَعلم بفتح الميم ( رجب أبو إسماعيل ) وابنه الشاب ذو النظارات المستديرة التي تبعث فيك تلك النظرة المنفتحة بهذا الفتى والدالة على ثقافته، بغض النظر عن حماقته تلك، إلا إنه شاب طموح حيث تكمن كل رغباته في أن يصل إلى المدرسة من دون أن يمر بقطار التوبيخ هذا كل يوم من المدرسين والنعتات المتكررة ( امش يا غبي)، ( ستبقى هكذا طول عمرك).

ولكن ألا يكفي ما يفعله ذلك الجزار اللعين معه في المنزل! أنتم من أجبرتموه على السير بهذا النمط الأبله، هذا مثال بسيط على شاب فقد شخصيته، ولكن حالته من الحالات الهينة، فهو لم يبت ضحية للرقابات الأخرى من مواقع التواصل الاجتماعي، فدعنا نسلط الضوء إذن على أحد المعتوهين الذي أنعتهم أنا شخصيا.

شخصيات خادعة في العالم الافتراضي

إنه ذلك الوغد (ماهر)، كان من المفضلين في قائمتي، حتى رأيت تعلبقا له بالمصادفة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، لا يمكنني أن أتفوه بحرف من الذي قاله، فهذا مُخل حقا بقانون الاحترام العام، ولكن دعنا ننظر إلى السبب المهيمن في وصوله إلى تلك الحالة. نعم بالطبع إنه ذلك الرجل البدين ذو الفانيلا والحمالات المتكئ على الكرسي عاقدا لأنامله، رامقا له في كل حين وهو يكرر بلا هوادة ولفافة التبغ كادت أن تتبخر تماما في يديه:  لا أصدق أن لي ابناً مثلك. أنت لا فائدة منك أيها الأخرق، قلت لك مرارا أن تترك ذلك التعليم وأن تعمل مع عمك في المحل.

تري هل يمكن لفتى أخرق مثل هذا أن يعصي قرارا لمثل هذا الوغد؟ بالطبع لا، فهذا مستحيل بكل المقاييس. فإن  رفض فالنهاية ستكون محتومة لا محالة، الآن ترك هذا المراهق التعليم. تعالوا ننظر إلى حاله الآن. نظارات شمسية، سروال مشقق من كل بقعة، وكأن كلب الجيران قد لاحقه لمسافة لا بأس بها حتى جرده من بنطاله. ويعلق على رقبته جهازا للترفيه.

تري هل يمكن لتلك المواصفات أن تكتب قدر مصر؟ أنا لا أعيب الشباب، ولكني ألوم من أوصلهم إلى هذه الحالة، وطبعا لا يوجد هناك شيء اسمه هو ( ولد بايظ )، أنت يا عزيزي السبب في هذا بلا ريب، لو كنت بمثابة صديقه أو بمثابة حسابه الشخصي على الفيس لانتهت القضيه بدون سابق عذاب.

عقول الشباب بخير

ولكن لماذا؟ لماذا دائما نتحدث عن المشكلة بعد أوانها بمدة من الزمن لا بأس بها؟ لاحظت من فترة ظهور أب روحاني جديد لكل من مثل هذا الشباب الضائع اسمه ( مالــكــ )، فامتلئت جميع أركان المواقع بــ ( مــحـمااه ماليك ) وأسماء أخرى لم أتمكن من قراءتها، وكأنها طلاسم فرعونية قديمة تحتاج إلى خبير آثار لكي يفحصها بدقة وعناية، وهذا دليل بالغ على أن عقول الشباب مازالت تعمل بشكل جيد.

ولكن في المكان الخاطئ، حيث يكمن الترياق في إعادتهم للمسار الصحيح مجددا، عن طريق معالجة عقول الآباء وأنماط تفكيرهم السلبي واللعين هذا، فلا يمكن لقبطان عظيم أن يقود سفينة مهشمة تملؤها الثقوب، وننتظر منه لأن يصل إلى بر الأمان، فبهذا سيسقط في أعماق البحر لا محالة، وهذا ما يفعله الآباء مع أبنائهم حتى زادوا من ضغوطاتهم النفسية , وأصبحوا ذوي نظرة بائسة لهذا العالم. آمل أن تُحدثوا تفكيركم في أقرب وقت، وإلا سيفوت الأوان.
صدقوني سيفوت.

فيديو مقال إلى أين المطاف؟

أضف تعليقك هنا