إنقلاب على العالم

عقل الانسان

يُهيئ في أول الأمر أنه قول سياسي ، وهو ليس كذلك وفي نفس الآن هو كذلك .

إنه لمن المعقول – لي – أن الإنسان اذا أدركته دوائر الوعي الفعالة التي عندها يبدأ المرء فكره في الجموح في عالم الفكر المطلق أن ينقلب علي أكثر ما ورث من فكر أو عادة تجعله يدور في دوائر الأيام كما تدور البهيمة لطحن الغلال وأن يجعل الشك مذهباً للوقوف علي الحقائق الجلية بالكشف أو بالإلهام أو بالأمور العقلية .. وأبدا ما تنعدم تلك الثلاثة لإنها اذا انعدمت ما صار من البشرية في شيء وأصبح من زمرة الحيوان .

فما أصبح للعقل مالك ، وأبداً ما كان ديكارت قدره كل ذلك إلا بتبنيه الشك مذهباً حتي وصل الأمر إلي شكه في وجوده .. إن لنا في الشك حياة .

نظرة المرء للعالم

إن المرء اذا ابصر العالم في لحظة ما فإنه لا يبصر سوي إضطرابات وتناقضات ، بين قومه وأقوام أخرون بل بين قومهم ذاتهم وهذا ان لم يكن بينه وبين نفسه .

لا يبصر الا ضياع للحقيقة وبالأحري طمس لها عن عمد او بدون ، وليس في خلق الإختلاف ظلماً من الخالق بل عدلاً لانه يدفع المرء أن يُعمل عقله فيما يجد فيه من اختلاف او مايضيق قلبه ولا يسعه الإطمئنان له ، فإذا كانت كل الحقائق جلية فأين مكانة العقل اذا !؟

الشك

إن الشك يطول كل ، لقد درأ إبراهيم النبي قول ألوهية الشمس فكان في ذلك إعمال عقلٍ نتج عن شكٍ ، ولقد شك سيدنا في بدايات النبوة وكان سبيل إطمئنانه اذ قال الله له يونس94

فأسوأ شكٍ هو ذو النية المبيتة للإنكار لتستريح النفس وتفعل ما تطيب برضا دون أن تلوم نفسها ، فلا يصح شكاً مبيتة نيته ، وأصلح شكٍ هو ذلك الذي الحقيقة بُغيته.

ليكون المشكوك فيه برزخاً بين الوجود والعدم هو بين القبول والرفض هو ، ولا يكون للقلب وكذا العقل بُغية سوي الوقوف علي الحقائق الجلية.

فيديو مقال إنقلاب على العالم

أضف تعليقك هنا