الكويكب المشاكس

تداخل الأفكار

بعض الأفكار، في أوقات معينة، تتحول إلى شيء مزعج يطوف في دماغك باستمرار. و ممعنةً في الإزعاج، تدور حول نفسها أثناء ذلك الطواف مثل كويكبات متمردة في مجرة هادئة، مشكلتك الأدهى في تلك الكويكبات تكمن في أن هناك أكثر من فكرة تائهة بلاهدى تشكل حلقات متقاطعة مثل مدارات مكونات الذرة أو تلك التي تظهر في الأيقونات الدالة على مفهوم العلوم، تتشكل من كل ذلك حالة من عدم التركيز تستغرق منك زمنا حتى لَتتمنى الخلاص منها باتباع تقنيات الاسترخاء و التركيز أو ببساطة تهرب إلى النوم أو أي شيء آخر.

لأن المعاناة التي تسببها مرهقة خصوصاً عندما تبدأ في الإمساك بأول خيط للفكرة لتكتشف تلاشي الكثير الذي لم يكن أصلاً في حالة تماسك كافية لتدوينه. كل شيء يبدأ بفكرة، و كل فكرة تحتاج لظروف مؤاتية لاستقبالها و كل ظرف تناسبه حلول تختلف عن تلك التي تتناسب مع ظروف أخرى. لذلك أعتقد أن البقاء في حالة استعداد ذهني بشكل مستمر يعني أن مرورك بحالة التوهان تلك سيقل كثيراً،  بقاء الفكرة في مدارها فترة طويلة قد يعني احتياجها للالتحام مع كويكب آخر ليزيد ثقلها و تبدأ في الاقتراب و الهبوط بسلام و تخترق غلاف دماغك الجوي و تدخل في مجال (الرؤية) و بحسب بعد نظرك و حدته سترى تلك الفكرة، فمن يراها عن بعد قد تستشكل عليه هويتها فتصله مشوهة أو منقوصة، و من يراها أقرب، يعرفها بعض الشيء.

الاجتهاد بالتفكير والتخطيط لترتيب الأفكار

و هناك من يجتهدون في التفكير و التخطيط و تهيئة الأرضية لذلك الهبوط حتى يتكون لديهم الاستعداد التام لرؤية تلك الفكرة من جميع الجوانب و تصور كافة الاحتمالات الممكنة لتجسيدها كما يجب. ينطبق ذلك على الإدارة كما ينطبق على الكتابة و الأعمال الفنية فتلك الفكرة هي التصميم لمشروعك و المسودة الأولى لكتابك و (السكتش) الأولي لعملك الفني. 

بالنسبة لشخص مثلي، لا يمكنني البدء في أمر دون وضوح  كاف في الرؤية فأحاول على الدوام تدريب عقلي على التفكير و العمل الواضح لأن ذلك سيختصر الكثير من الوقت المستغرق قبل و أثناء و عند مراجعة الأمر، و هنا تأتي أهمية تسجيل الملاحظات لحظة وقوعها قبل أن يطويها نسيان عابر.

فيديو مقال الكويكب المشاكس

أضف تعليقك هنا