المستقبل والوجودية

بقلم: مختار الشقيري

هل فكرت يوما فيما ستفعله مستقبلا؟، هل فكرت في حياتك بعد عشرة سنوات؟، يشغل المستقبل مساحة كبيرة من تفكير أي شخص، شابا كان أو فتاة كلنا نفكر، كيف نؤمن المستقبل الافضل؟، ونغفل عن أهم شيء، وهو لماذا نعيش، ونغفل عن رسالتنا في الحياة؟.

نركض خلف العمل، ونبكي على مشروع فاتنا، أو زوج هرب، أو زوجة مستقبلية فلتت من يدينا، نشغل بالنا بجبال من البيوت والشركات والأعمال والأراضي والأموال التي كلما كثرت أصبح الإنسان أسيرا لديها، للأسف أصبح للمال رجل، وليس للرجل مال، لأننا نسينا الغرض من المال نفسه، نسينا أن المال وسيلة وليس غاية، أصبح الدماغ حاسبة أموال.

كل إنسان منا يجب أن تكون لديه غاية ليصل إليها، إن ما يجعل الإنسان إنسانا، هو إدراكه لذاته، إدراكه للغرض من حياته، هل حقا خلقنا للعمل والعمل والعمل؟، بدون حتى التفكير -ولو قليلا- في ذواتنا، أعتقد ان هدفنا في الحياة أسمى بكثير، لقد أعطينا العقل والمنطق، والإدراك للذات هو التفكير في الغاية والدور الذي رسم لك ولي ولغيرنا في الحياة، إن اقتصرنا دورنا في الحياة علي العمل والتزاوج أصبحنا أقل من الحيوانات، حتى الحيوانات لديها وقت للاستمتاع بحياتها الطويلة أو القصيرة.

إن الهدف الأسمى، والغاية الكبري، والمغزى من حديثنا هذا، هو إيصال الرسالة، التي فحواها أغلى من أموال الدنيا كلها، أسمى رسالة، إن وصلت للناس وفهموها حقا ارتقى فكرنا، وزاد إدراكنا لذواتنا، وفكّرنا تفكيرا عميقا، في دورنا في المجتمع، هل هو حقا جمع الأموال، والزواج وتربية الأطفال فقط، أم أن دورنا هو أكبر بكثير من أن نكون ترسا في آلة الحياة الكبيرة.

بقلم: مختار الشقيري

أضف تعليقك هنا