بلاد النهرين .. بلا نهرين!

ارتباط العراق تاريخيا بدجلة والفرات 

منذ البابليين، كان نهري دجلة والفرات زاخراً في العراق. حتى أصبح ثقافة شعبية، وصار المؤرخين والوُعّاظ يسمّون هذا البلد ببلاد النهرين، وما بين النهرين، أو بالمصطلح الفلسفي الأعجمي ميسوپوتاميا، أو بلاد الرافدين وما شاكل. وكان النهران يضُّخان بالمياة على مدار الساعة.
يذكر بالأساطير البابلية القديمة، والتراث اليهودي والتأريخي؛ إنّ الملك العراقيّ نبوخذ نُصّر الثاني قد قام بجنائن معلقة بمياة نهر الفرات، وقد قدمة هديةً لزوجتة الفارسية.
وهذا ما يقولة بعض الوُعّاظ إن العراقيون العرب الحضر منهم، متأثرين بحكّام أرضهم القدماء، لهذا فهم أكثر العرب إهتماماً بالنساء، وإحترامة لهن.
وهذا كلة بفضل النهرين. النهرين هذان نهرين عظيمين، بكل حياد وبلا مبالغة ولا مثالية. فكل الأفكار والديانات تشير لأهميتة، وقدسيتة. وكل المفكرون والأدباء القدامى والمعاصرين يشيدون بهما.

أهمية  دجلة والفرات لدى الديانات

الديانة المندائية

على سبيل المثال الديانة المندائية، أو كما يسمّونهم عندنا في الدارج بالصُبّة، حيث إن قدسية نهر دجلة هي قدسية مطلقة لدى معتنقي هذة الديانة، ولا يتم الزواج إلّا عند الغسل بالمياة. ويفضّلون دجلة بالغسل.

الإسلام

حيث يورد محمد النبي ويوضّح بإن الفرات سينحسر إلى ذهب قبيل يوم القيامة، وتحدث على أراضية حرباً طاحنة.

الديانة اليهودية والمسيحية

وعند الديانة اليهودية، والمسيحية، وبعض المسلمين؛ إنّ هذين النهرين بإجتماعهما يكونان جنّة عدن (الأهوار)، وجنّة عدن هذة كما يقولون إنّها مكان نزول آدم وأكلة للتفّاحة المشهورة، وبعدها طردة ربّة إلى جبل عرفاة.
حتى في زمن العبّاسيين. فكان إهتمامهم بهذين النهرين كبير جداً. فهم بنوا المدن على ضفافهما، كمدينة بغداد التي بناها المنصور على دجلة كي يستمتع بهواء النهر. ولكي يشبهها بالقسطنطينية. والمعروف عن الحمدانيين والأمويين وخلفاء الخلافة الراشدة إنهم قاموا ببناء السدود على النهرين ونشر البساتين.

من عبث بدجلة والفرات؟

إنّ أكثر من عبث في نهري دجلة والفرات هم المغول وداعش والحكومة العراقية الحالية، ويا سبحان الله فالثلاثة نجدهم قد عبثوا في نهر دجلة بالخصوص. لقد قام المغول بإلقاء عشرات الكتب في نهر دجلة، وقتلوا وأستباحوا، وألقوا الجثث والجيف في هذا النهر، حتى خُلِطَ الحبر والدم والماء.
 
وقد قام داعش بفعل مشابة. حيث قتل أكثر من 1700 شاب وألقاهم في دجلة. 
 
أما الحكومة العراقية الحالية، فقد سمح سكوتها الجبان بتفعيل تركيا لعمل سد إليسو. وهو سد ضخم بناة الأتراك على نهر دجلة، بالإظافة للسدود البقية.
الوزير الجنابي، وزير الموارد المائية العراقي العظيم، يقول: ليس من إختصاصاتنا مواجهة التجاوزات على الحصص المائية!
السيد الوزير أثبت لنا إنّة بائع برتقال وليس وزير مياة.
يا صديقي كيف ليس من إختصاصاتكم؟ هل تخدع أهبلاً هنا؟! أنتم وزارة مياة، وزارة مياة ضخمة تمثلون بلد بأكملة ولا تمثلون بيت خالاتكم فقط، وهذة الوزارة لها ثقلها في إجتماعات المنظمات المسؤولة عن المياة، وليست دائرة المرور العامة، تستطيعون الإحتجاج، والرفض والإضراب على الأقل؛ إن كنتم فعلاً لا تستطيعون فعل حيلة. 
الغريب إن أغلب إدعاءات الحكومة، إنها شيعية؛ وإن الشيعة هم المتضررين الأساس في هذةِ الأزمة. فالشيعة يعملون في الفلاحة والزراعة حيث تواجد السهل الرسوبي والأهوار والبساتين المُطلّة على النهرين.

هل يخلو العراق من دجلة والفرات؟

إن خلوا العراق من نهري دجلة والفرات ليست بمشكلة، وإنما مصيبة عظيمة تصيب بلد عمرة أكثر من ستة آلاف سنة. على الحكومة أخذ هذا الموضوع بعين الإعتبار، لأن الأمر هذا وصل حدّة كما يقولون، فهي ليست مزحة كما داعش والقاعدة، قد يموت بعض من الناس والسلام عليكم. وإنما هذة الأزمة تُدمر حضارة وتأريخ وثقافة كاملة لشعب بل لأمة بأكملها. عسى ولعل إن هذة الحكومة، وخصوصاً الجديدة يرزقها الله باللطف، للطف بهذا الشعب المسكين، واللطف من الله وحدة.

فيديو مقال بلاد النهرين .. بلا نهرين!

أضف تعليقك هنا