تاج التواضع

قصة عن التواضع

روي أن عمر بن عبد العزيز أتاهُ ليلةً ضيفٌ وكان يكتب فكاد السراج يُطفأ فقال الضيف : أقوم إلى المصباح فأصلحه ، فقال : ليس من كرم الرجل أن يستخدمَ ضيفه ، قال : أفأنبهُ الغلام ؟

فقال : هي أول نومة نامها ، ثم قام وملأ المصباح زيتاً ، فقال الضيف : قمت أنت بنفسك يا أمير المؤمنين ! فقال: ذهبت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر ما نقص مني شيء ! وخير الناس من كان عند الله متواضعاً  .

في القصة السابقة ، نتبين روعة الرقي الإنساني في التعامل مع الناس في سموٍ وعلوٍ ورفعةٍ يكتسبها صاحب صفة ” التواضع “

الواثقون في أنفسهم فقط هم المتواضعون وهم الذين سيكتسبون محبة الناس ويأسرون قلوبهم

وما كان ذلك ليكون إلا لبساطتهم وعفويتهم وبعدهم عن التصنع والادعاء بابتذالٍ للعظمة !!

 التواضع دليل الرقي

نعم ، إنه ” تاج التواضع ” الذي حلّاهم به تواضعهم وعميت عنه بصائر المتكبرين

والذي ساعدهم في ستر عيوبهم عن الناس وبصّرهم بها ليقوّموها ويعملوا على تفاديها بل وإصلاحها ، عكسَ من اعتلاهم الكبرُ والغرور فانكشفوا للناس بكامل عيوبهم وعجزوا عن تغطيتها بل زادهم تماديا وإصرارا في أخطائهم .

لذا كان لزاما من فضائل التواضع أن تكون صادقا كريما متفانيا في خدمة الآخرين ، محبوبا من الناس كاسبا مرضاة ربك مطمئنا في حياتك ، متقبلا للحق منصفا لنفسك وللآخرين غير باخس للناس ، كبيرا في عين نفسك وأعين الناس محققا في داخلك للكثير من الصفاء الروحي والنفسي

فمتى ما تحقق ذلك كله ، دعني يا صديقي أقدم لك التهاني والتبريكات لنجاحك الاجتماعي !! وحينها كن فخوراً بنفسك وبمقدار الثقة الذاتية التي اكتسبتها وغالبت فيها بذرة سوءٍ كانت لتنمو لو لم تتداركها وتقاومها بـ ” التواضع “

وكما قيل : المتكبر كالواقف على جبل ، يرى الناس صغارا ويرونه صغيرا !!

همسة ختام

جرب بنفسك تاج التواضع واستمتع بمحبة الناس وقربهم منك

فالبشر تنفرُ ممن تعالى وتبختر وتألفُ من تودد منها وتقرب ولا يكون ذلك إلا لمن ” تواضع “

فيديو مقال تاج التواضع

أضف تعليقك هنا