حرب كرموز ..يقضي على أسطورة الأكشن

فيلم حرب كرموز

جميل جدا أن تجد سقف توقعك لشيء جاء أعلى بكثير .
هذا ماحدث مع فيلم حرب كرموز ، فمشاهدتي تليرل الفيلم جعلني أنبهر بالحركة والأكشن والجو القديم للفيلم زادني حماس لمشاهدته.
الفيلم قصته تبدو بسيطة ومتكررة عبر التاريخ الطويل للسينيما ، ولكن الفن هو تجسيد لمشاعر معينة وفكرة يصيغها كاتبها برؤيته الخاصة .
وجاء الفيلم ليجسد تلك المشاعر ولثبت أن السينيما ليست مجرد سيناريو محبك وإخراج عالي…وإنما مشاعر قد تغير في أنفسنا معاني أو حتى تعطينا المتعة .

قصة الفيلم

يبدأ الفيلم بمشهد اغتصاب فتاة بريئة من جنديين من جنود الإنجليز …حيث أن أحداث الفيلم وقت الاحتلال الإنجليزي لمصر في فترة حكم الملك فاروق وقبل الثورة.
وينتقل المشهد للظابط يوسف المصري رمز للشهامة والعزة المتوطنة في شعب مصر.
يقرر يوسف المصري الدفاع عن حق الفتاة ومن دافعوا عنها …ويقف أمام جيش بأكمله.

أداء الممثلين في الفيلم

أداء أمير كرارة لم يكن أداء لشخصية ضابط شديد البأس قوي الشكيمة ولكنه أظهر أيضا الجانب الإنساني المتخفي وراء الشخصية القوية ..الشخصية صاحبة الضمير ..الذي يرفض إعطاء إذن لبائعة الهوي وختم الرخصة حتى لو كان القانون يعطيها هذا الحق.

جنود القسم رمز للمواطن البسيط المتميز بالطيبة والذي لايقبل المهانة .
الشخصيات السيئة في المجتمع جسدتها غادة عبد الرازق فتاة الليل ،وبائعة الهوى ..والتي تنطوي نفسها على أمنيات التوبة ، ومصطفى خاطر ،عصفورة الحرامي المتمرس والذي يحمل نفس الروح الطيبة المحبة ويتمنى الزواج من محبوبته.
محمود حميدة كعادته، البسيط المتمرد ..دوره لم يكن جديدا عليه ولكنه نجح في جعل الضحكات تجلجل في قاعة العرض.
ماسترسين الفيلم مشهد غادة عبد الرازق (زوبة) و سارة الشامي(الفتاة المغتصبة) غاده بتقول للبنت احنا الاتنين جينا القسم علشان حاجه واحده …الشرف..بس الفرق إني جيت آخد الإذن علشان أبيعه، إسقاط للمتناقضات في المجتمع،
مشهد أدته غادة ببراعة.

مواضع روعة الفيلم

الفيلم نجح في إظهار الجوانب الطيبة في الشخصيات التي تبدو أنها شريرة …فهي النفس الإنسانية.
كما نجح في انتزاع الضحكات بأفشات جميلة غير مبتذلة في مشاهد درامية جدا.
موقف يوسف المصري من تهديد الجيش ..أظهر أن الموقف لم يكن مجرد عنجهية ظابط وإنما موقف رجل قرر الدفاع عن الحق وعدم إعطاء فرصة للغرباء للتحكم فينا.
موقف الناس في النهاية أثبت أن وسائل الإعلام مهما حاولت التضليل ،فهذا الشعب قادر على قيادة دفة حياته.
التصوير رائع ،الكادرات مختارة بعناية والألوان قوية …الكل رسم لوحة جعلتني أشعر أني داخل المشهد حقيقة .
مشهد النهاية جاء واقعيا للغاية وأنهى على أسطورة سخافة نهايات أفلام الأكشن .
الإخراج فكرني بأفلام الستينات العالمية كفيلم الهروب الكبير.
فيلم جاء في توقيت خنقة من عيدية الحكومة وكل المعاناة التي نعاني منها .. لأخرج بكمية من المشاعر الإيجابية والتي تعطينا الأمل في بكرة .
شكرا حرب كرموز.

فيديو مقال حرب كرموز ..يقضي على أسطورة الأكشن

 

أضف تعليقك هنا