خسارة مصر والمغرب وتونس آخر دقيقة

انتهاء الجولة الأولى بأربع هزائم عربية

انتهت الجولة الأولى من المونديال الروسي 2018، ولعب كل منتخب عربي مباراته الافتتاحية الأولى له، وكان العنوان الجامع لهم جميعا هو أنّهم لعقوا من نفس الملعقة، وشربوا من نفس الكأس وللأسف هي ملعقة وكأس الهزيمة، والأكثر أسفا أنهم خسروا بنفس الطريقة.

السعودية وفيّة لعادتها في الخسارة بالثقيل

فالمنتخب السعودي والذي كان طرفا في المباراة الافتتاحية للمونديال ضدّ الدّب الروسي المستضيف كان وفيّا لعادته والمتمثلة في الخسارة بالثقيل في المحافل الكروية العالمية، فلم ينس العرب جميعا الخسارة بـ 8 -0 أمام الألمان في مونديال 2002، ولم ينس عشاقه أيضا هزيمة 5- 0 أمام منتخب اليمن المتواضع في كأس أسيا 2011 بقطر، ولا نسوا جيلهم الأول الذي انهزم بالنتيجة الثقيلة 13 – 1 ضد المنتخب المغربي الشقيق عام 1961 في دورة الألعاب العربية.

فالسعودية لعبت بدون روح ودون حماس، وبسببها دخل العرب التاريخ من بابه السيئ حيث أصبحت أول منتخب عربي يلعب الافتتاح ويخسر بهذا الشكل. وصاحبة رقم قياسي في المنتخبات العربية ذات الهزائم الثقيلة، وبهذه النتيجة تكون السعودية قد خيّبت الكرة الخليجية والعربية والأسيوية، وصاحبة الرقم القياسي المتمثل في المنتخب الوحيد في تاريخ كأس العالم الذي لعب مباراة بدون أي تسديدة على مرمى الخصم، حيث أن الحارس الروسي لم تصله أي تسديدة طيلة المباراة وبهذا غاب هذا الأخير عن عدسات الكاميرات المتواجدة بالملعب.

وأسباب هذه النكسات كثيرة أبرزها التغيير المتكرر للمدربين على رأس المنتخب السعودي، وآخرها انشغال القائمين على الرياضة السعودية بملف استضافة مونديال 2026 لصالح ملف أمريكا الشمالية (امريكا – كندا – المكسيك) أكثر من انشغال البلدان صاحبة هذا الملف على حساب الملف العربي المغربي الشقيق.

أداء جيد لمصر رغم الخسارة ضد الأوروغواي

وفي نفس المجموعة انهزم ممثل العرب الثاني وهو منتخب مصر في غياب نجمه محمد صلاح وبطريقة مخيّبة بهدف قاتل في الدقيقة 90 من المباراة ضد المنتخب الأوروغواياني رغم أن الفراعنة قدّموا أداء كان على الأقل يخرجهم بنتيجة التعادل.

المغرب في مواجهة المنتخب الإيراني

أمّا المنتخب العربي الثالث في المونديال وهو المنتخب المغربي والذي يلعب في المجموعة الثانية والتي تضم إيران، البرتغال وإسبانيا، فقد خسر بنفس طريقة خسارة مصر، فأسود الأطلس لعبوا بشكل جيّد طيلة أطوار اللقاء، والكل  كان يتوقع خروجهم بالنقاط الثلاث ضد منتخب إيراني متواضع مقارنة بهم، لكن للأسف تلقّوا هدفا قاتلا في الدقيقة 94 من المباراة برأسية من نيران صديقة من اللاعب بوحدوز بعد كرة ثابتة من الإيرانيين.

ولعلّ ابرز أسباب هذه الخسارة المفاجئة هو عدم تركيز لاعبي المنتخب المغربي في الثلث الأخير من منطقة الخصم، حيث ضيّعوا الكثير من الفرص السانحة للتسجيل، وكذلك النهج التكتيتي الذي انتهجه المدرب هيرفي رونار وعدم توظيف بعض اللاّعبين في مناصبهم المفضلة على غرار أشرف حكيمي لاعب ريال مدريد الذي لعب كمدافع أيسر عوض أن يلعب في الجهة اليمنى المعتاد عليها.

كما تراجعت الحالة البدنية لأغلب اللاعبين في آخر ربع ساعة من المباراة وكثرة الأخطاء في هذه الفترة بالذات، بينما أرجع البعض من عشاق المنتخب أسباب الهزيمة للثقة المفرطة التي دخل بها اللاعبون المباراة وتصغير المنتخب الإيراني الذي بالمقابل لعب بذكاء كبير جدا، وبواقعية حسب إمكانياته المعروفة والمتواضعة بقيادة مدربهم الكبير والمخضرم كارلوس كيروش.

هزيمة المنتخب التونسي

وفي المجموعة السادسة انقاد المنتخب التونسي هو الآخر  للهزيمة على يد انجلترا رغم أن التوانسة أسالوا العرق البارد لمنتخب الأسود الثلاث المدجّج بنجومه الشباب، وكانوا أول منتخب عربي يسجل هدف في هذا المونديال بعد خيبة السعودية ومصر والمغرب عن طريق ضربة جزاء سجّلها فرجاني الساسي في الدقيقة 34 من المباراة.

وظنّ الجميع أن المباراة انتهت بالتعادل هدف لمثله لكن نجم توتنهام الانجليزي وأغلى لاعب في العالم حاليا هاري كاين كان صاحب آخر كلمة في المباراة مثلما كان صاحب أوّل كلمة فيها بتسجيله الهدف الثاني له ولمنتخبه في الدقيقة الأولى من الوقت الإضافي للمباراة بخطأ من مدافعي المنتخب التونسي الذين تركوا الهدّاف الإنجليزي في أريحية تامّة جعلته يسكن الكرة في شباك زميلهم الحارس معزّ حسن.

في الختام

وخلاصة القول يمكن القول إن عرب مصر والمغرب وتونس خسروا بنفس الطريقة الدراماتيكية بأهداف قاتلة في آخر أنفاس اللقاءات، في حين خسرت السعودية بطريقتها المعتادة، في انتظار الجولة الثانية التي ستوضّح بنسبة كبيرة مسار ورحلة كل منتخب في هذا المونديال.

فيديو مقال خسارة مصر والمغرب وتونس آخر دقيقة، والسعودية كل دقيقة

أضف تعليقك هنا