زهرة سلام

الحروب والدماء والدمار التي تجتاح  الجزء الشرقي من الكرة الأرضية، الغيمات الحمراء التي طال وجودها في شرقنا إلى أين؟ متى تنجلي هذه الغيمات، ومتى علينا أن نقول كفى حروبا كفى قتلا للبشرية؟.

جبان يحمل بندقية

في هذه اللحظة تمنيت لو أن غيرة الشرقيين الحقيقية تنهض على شرقهم، لأننا نريد فعلا أن نزيل الغيمة الحمراء، ونبدأ بإزهار الفكر وبناء المستقبل لا نريد أن توقف أحلامنا بندقية جاهلة وفارس أجهل، إنكم ترون جميعا بأننا نقتل بَعضنَا البعض، وهو ما يوقفنا عن المسير، أرى وجوه الجبناء بين السائرين تختبئ، وتختنق، وتتألم، بينما لم يتحلوا بالشجاعة ليخطوا خطوة واحدة إلى الأمام يدهم بيد المناضلين، فثمن الحصول على الطموح خطوة.

من يعتقدون الحل في البندقية للدفاع عن أنفسهم هؤلاء جبناء أيضا، ومن يصنعون الأسلحة، ومن يسكتون عن صنعها، ومن يصنعها. هؤلاء أضعف من أن يحققو الأحلام، لن تقتل فكرا من على بعد ١٠٠ متر، فكرة سخيفة أن تقتل إنسانا حقاً سخيفة لأبعد الحدود. هل تعتقدون بأن الإنسان فقط هيكل وجسد يقتل؟.

الدفاع النبيل عن النفس أن تخرج بطموح بكل قوه الإراده دون أن تمس الإنسانية أو ذات الإنسان بأذىً واحد، القيمة التي تزدهر بها نفسك هي أفعالك، بازدهار الطموح والأحلام معها، وكلما كانت تقدر الإنسانية وتساعد البشرية  كانت قيمتها أكبر، هكذا يكون ربيعآ حقيقيا نضمن به مستقبلا، يثمر جيلا يقدر معنى الإنسانية والإنسان كأهم كيان أو مخلوق على هذه الأرض.

امرأة السلام

الأم تريزا ” امرأة السلام ” تقول: “أرجوكم اختاروا طريق السلام فعلى المدى القصير فإنه يمكن أن يكون بينكم رابح أو خاسر في هذه الحرب التي كلنا نخافها، لكن هذا لا يمكن أن يبرر لأحدكما المعاناة والالم والخسائر في الأرواح التي سيتركها استعمال السلاح.

راية السلام

نقطة البدايه في تحقيق السلام هي أنت، السلام يبدأ بك وعائلتك ومحيطك ثم المجتمع، السلام فكر تربيه ننشأ عليه، فلا يمكن أن نحقق السلام إذا زرعنا كره اختلافاتنا في الدين أو العرق، حروب في كل أفكارنا إنها بذور نبتت من الِقدم، جعلتنا ننقسم بشكل أو بآخر، جعلت الإنسان رخيص الثمن هزيل المعنى، حتى تهاونت جميع الوسائل في قتله في أبشع الطرق، ضعف التوعيه وقلة الدين جعلت الإنسان في دوامة من الحروب حتى أنها استغلت الإنسان نفسه، وأصبح إلهاً للحروب، لم يعد لأكسجين الطموح وأهداف شبابنا دور، فكل ما نفكر به انقسام، انتقام، وقتال.

أليس كافيآ ما خسرناه من أرواح ودماء، متى علينا أن نكتفي من هذه المعارك؟ فلا أعتقد أبدا بأن الله بعث البشرية لتقتل نفسها، وتدمر الأرض. أومن جدا بأن البشرية رسالتها، هي أكثر قيمة من فعل الحروب ونزف الإنسانية بكل سهولة دون تأنيب لضمير.
السلام لا يحتاج حروبا لتحقيقه ولا يحتاج لمنابر لنقول المزيد عنه، نحن نحتاج أن نرفع القيمة والقيم الإنسانية.

أن نعلم السلام لأطفالنا ولأجيالنا، أن نزرع محبة الاختلاف، وأننا نكمل اختلافات بَعضنَا البعض، يجب علينا أن  نحترم ما تبقى من الإنسانية وأن نقدر نعمة الأرض التي نحن عليها زوار، فهي لن تتحمل أكثر من هذا الألم، من التدمير والفساد، يجب أن ننقذ أنفسنا من هاوية التمييز والاختلافات، سبحانه وتعالى الذي لم يميز الإنسان إلا بالتقوى، نحن ميزنا باختلافاتنا، ونقتل بعضنا.

وصلت اختلافاتنا لخلافات بل حروب، وصلنا إلى حد تجاهل الإنسان وأن أعاملك على اختلافك، همشنا نعمة الإنسان وروح الإنسان، ونسينا أننا من روح الله تعالى، ثم يقتلون بكل برودة الإنسان، حجة السلاح هذه خلقها الإنسان لطمعه وأنانيته التي لا جذور لها، فلا يمكن للسلاح أن يجلب السلام.

تدمير الإنسانية والأرض باسم الديانات

السلاح شر ولا يجلب غير الشر، الأرض لم تُخلْق يوما ساحة للمعارك، ولا حتى الإنسان لم يخلق ليقاتل، أتعجب جدا كيف وصلنا إلى هذه الدرجة من تدمير الإنسانية والأرض باسم الديانات، والقتل والتدمير بجميع الديانات هو حرام. إذا لم نخف الله في أرضنا وإنسانيتنا، ولم نخف من الحرام، إذا كان قتل الطفل والطفولة، وهدم البيوت، وقتل النعم مستباح بنظر أي إنسان، فلا يحق أن يقول عن الدين، لأن الدين محبة قبل أن يكون محاربة وحروب.

الملاجئ ليست حلا، ولا تحمي الإنسان اصنعوا كتبا تُنشَأ على رفع مستوى الإنسانية و زرع قيم خلاقة تقينا من نزف الدماء، وتوقف هذه الحروب. الأسلحة والدبابات والنووي الذي يتفنون في صنعه لتدمير الإنسان والأرض، اصنعوا شيئا يقينا الفقر والتشرد والضياع.

اجعل جهدك فيما ينفع

الجهد الذي تبذله بالمحاربة والقتال، وتتعب نفسك بين المصارعات والمظاهرات اجعله جهدا حقيقيا نبيلا لا تبذله بحرب، ابذله بالعطاء، أما عن أطفالنا اصنعو لهم معروفا، وابعدوا عنهم رصاصتكم الجاهلة الطائشة، إنهم أول صفوف الضحية بحرب صنعتموها أنتم، بفكر زرعتموه أنتم، لم يلوث صفحاتهم البيضاء ومستقبلهم إلا سواد انقساماتكم وفسادكم، كيف تسمح لإنسانيتك أن تجعل هذه العيون خائفة مشردة دون سلام وأمان، خسئت حروبكم.

يجب أن نضع نقطة لهذه الحروب التي صنعها الإنسان بحقه، يجب أن نزيل هذا الفكر الإجرامي المنتشر بطريقة بشعة للإنسان والأرض، يجب أن يحين وقت لنمو شيء من الاخضرار بعد كل هذه الحروب، شيء يبني الإنسان لا يهدمه.

فالسلام والإنسانية رداؤنا ودون تحقيقهما لا نستحق كلمه “إنسان”.

حان الوقت لننهض بأنفسنا ونقلل قيمة الاختلافات، يجب أن يختفي معنى العنصرية والتمييز، ونعزز قيمة الإنسان ،أن تخسر الإنسانية وتفوز الحروب، أن ننقسم بدلا من التشارك يعتبر أننا وصلنا إلى قمة الجهل، وتقليل من قيمة الإنسان، بل وقيمة أدياننا التي جعلتنا على مبدأ التعاون والمحبه فيما بيننا، بالنهاية هذه الحروب توقف شبابنا عن الطموح، وتوقف طاقتنا وإبداعاتنا فلا نريد ان نرى جيلا آخر يقتل، ويهدم ، بل نريد جيلا يبني، ويعطي، و يقدر قدرات الإنسان. إننا نستطيع الوصول إلى النور إذا لم نتمسك بظلمة الحروب الجاهلة القاتلة لإنسانيتنا.

بقلم: دعاء الدبيسي

أضف تعليقك هنا