كيف يستحضر العقل المفاهيم البعيدة؟

صعوبة استحضار المفاهيم البعيدة

المفاهيم البعيدة لا يمكن للعقل البشري استحضارها لأنه عاجز عن ذلك غالباً، والمفاهيم البعيدة هي تلك المفاهيم التي تعالت عن إدراك أغلب العقول، ونالتها بعض العقول. ولأجل استحضار تلك المفاهيم عند العقول التي لا تنالها لابد من معرفة الأسلوب الأكمل في ذلك. وكيف تستطيع أن نصنع طريقاً يمكّن العقل البشري من نيل تلك المفاهيم البعيدة، والطريق الأمثل لتحصيل تلك المفاهيم هو النظر إلى المفاهيم القريبة نظرة دقيقة، ونحيط بها ( بتلك المفاهيم القريبة ) إحاطة عالية، ونحاول أن نصنع منها طريقاً لنيل المفاهيم البعيدة.

المفاهيم القريبة التي تساعد في الوصول للمفاهيم البعيدة

لكن يجب أن ننتبه أنه ليس كل مفهوم قريب يمكن استعماله كطريق لنيل المفاهيم البعيدة، فبعضها لا يمكن أن ينفع كطريق لذلك، وبعضها ينفع جداً. وكلما كان المفهوم القريب مسيطراً على العقل فارضاً بوجوده عليه منشئاً له، فإنه سيكون نافعاً لتحصيل تلك المفاهيم البعيدة. لذا فإن الطريقة المثلى للتعامل مع تلك المفاهيم العالية يكون باكتشاف المفاهيم القريبة المسيطرة على عقولنا المنشئة لها، فإنها الدليل لذلك المفهوم البعيد وما على الإنسان العاقل إلا قراءة المفهوم القريب المسيطر على العقل قراءة واسعة ومفرطة.

فإذا أكمل إدراكه لذلك المفهوم، وصار المفهوم واضحاً من حيث السيطرة والنشوء، انفتح الطريق أمام العقل لتحصيل المفهوم البعيد، وصار المفهوم البعيد قريباً كقرب المفهوم القريب ابتداءً، لكن على العقل أن يقرب ذلك المفهوم البعيد من خلال مفتاحين للتقريب. الأول مفتاح السيطرة على العقل، والثاني مفتاح تأثيره على نشوء العقل وإيجاده.

أضف تعليقك هنا