ماذا يحصل حين يكون الإنسان أوضح من الطبيعة؟

بقلم: ميثاق طالب كاظم الظالمي

الإنسان وقوانين الطبيعة

قضى الإنسان حياته وبمختلف تنوعات أجياله، خاضعا لقوانين الطبيعة تارة ومتصالحا معها تارة أخرى وخائفا منها ثالثة، والإنسان وبما يمتلكه من قوى عقلية جبارة استطاع خلال تاريخه المتعاقب أن يتعايش مع قوى الطبيعة الكبرى معايشة لا تؤذيه، أو تضره، أو تؤدي إلى فنائه والناس عموماً تخاف من الطبيعة وقوانينها، وتحاول اجتنابها بكل طريقة ممكنة، فهم لم يفكروا يوماً أن يكونوا أعلى من الطبيعة وقوانينها.

إن عدم تفكير الناس بذلك وحده سيكون كافياً لجعل الطبيعة تنتصر عليهم شر إنتصار، إذن أولى خطواتنا الجادة مع الطبيعة هي ألا نخاف من الطبيعة وقوانينها، وألا نحاول اجتنابها. هذه هي الخطوة الأولى الصحيحة في التعامل مع الطبيعة، والخطوة الثانية هي أن يجعل الإنسان نفسه أقوى انكشافاً من الطبيعة وقوانينها.

عندما يكون الإنسان أكثر انكشافاً من الطبيعة

ويتم هذا الأمر حين يعتقد الناس أن ذلك الإنسان ليس فقط لا يخشى الطبيعة، ولا يجتنبها فحسب بل أن يكون هو المفتاح والطريق للسيطرة على الطبيعة من خلاله، وهذا الاعتقاد لا يولد إلا بعد أن يكون الإنسان أكثر انكشافاً من الطبيعة وأوضح بياناً من لسانها، ويترتب على هذا اتباع الناس لتلك الطبيعة التي يصورها لهم ذلك الإنسان، فيتبعونها بمنتهى إرداتهم بلا خوف أو قلق، وهذا بحد ذاته انتصار على تلك الطبيعة من قبل ذلك الإنسان لأنه لولاه لما صار أولئك الناس يتبعون تلك الطبيعة الغامضة.

إن وجود إنسان له هذه القدرة الفكرية، وله تلك النظرة من قبل الناس سيغير فلسفتنا نحو الطبيعة وقوتها، وسيجعلنا أمام فرصة كبيرة لجعل الطبيعة قوى متحكمة بالأشياء حسب إرادتنا، وهذا التحكم ليس تحكماً ما ورائياً أو بارسايكلوجياً بقدر ما هو تحكم فكري يستطيع الناس أن يمارسوه بعد أن يفهموا كيف يستطيع الإنسان أن يصل إلى بيان أوضح من بيان الطبيعة نفسها.

ويتم هذا الأمر لذلك الإنسان بعد أن يستوعب أسرار الطبيعة. ويتعمق في فلسفة قوانينها، واستيعابه لتلك الأسرار إنما يحصل بعد نظر طويل للأشياء ليس كلها طبعا لكن التعمق في أشياء خاصة بذاتها تختصر له بعد التعمق فيها كل شيء تقريباً.

بقلم: ميثاق طالب كاظم الظالمي

أضف تعليقك هنا