هل هي خطة إلهية؟

أمور غامضة

عندما تقرأ عقائد المسلمين تشعر كأنك داخل خطة إلهية. وعليك أن تنتحر بعقلك، وتنافق فهمك ووعيك. فهذا الإله العليم بكل شيء ذو الرحمة الواسعة، ترك الأمور غامضة ليتصارع العرب البدويين، ويشكلوا مذاهب، ويتصارعوا، ويقذف بعضهم البعض بأبشع الكلمات تعصبا لما هم عليه. وحتى أنهم  يبيدون بعضهم البعض كما فعلوا بالمعتزلة والخوارج،، قاموا بزندقتهم وتكفيرهم وقتلهم وحرق كتبهم، وإبادة تراث ضخم للعرب. 

ولقد كان القتل بين المسلمين بأبشع الطرق. مثل ما حدث لغيلان الدمشقي ذلك العالم الزاهد. والجعد بن درهم تم نحره في يوم عيد الأضحى كالخروف لأنه معتزلي وغيرهم. وزد على ذلك سفك الدماء بين الشيعة والسنة الذي لا نهاية له. كل هذا لأن الكل يدعون أنهم أصحاب الحق. وهم أفضل من غيرهم. ومن يخالفهم يشكل عائقا عليهم. لهذا يكفرونهم ويبيحون دماءهم حتى يستريحوا من المعارضين.

بين النص والعقل

في  الحقيقة لا يمكن إنكار أنه يوجد شرارة بين النص والعقل. وهذه الشرارة لا يمكن إخمادها لا بتأويل النص، ولا بتعطيله ولا بتعطيل العقل ذاته، لهذا الأفضل الاختباء وراء لا أدري، وعدم إقصاء الطرف المقابل فهي أصدق وأكثر شجاعة. صمت فلسفي عن وعي وعلم أفضل من كلام وفضفضة عن جهل.

ربما الدين نفسه ترك هذا التناقض لنختلف. وربما لنتصارع فمثلا  إذا كانت آية (الرحمن على العرش استوى) نفسها لم تنزه الله عن المكان والفوقية والجهة، فكيف منا نحن البشر أن ننزهه بتأويلاتنا. وإذا كانت الجارية إيمانها صحيح، وهي تشير إلى جهة مكان الله في السماء. فهذا إيمان مشبه للخالق بالمخلوق.

متى ستختفي عقيدة الصراع وادعاء الحق؟

أتمنى أن تختفي عقيدة الصراع وادعاء الحق، فيصبح في ظل هذا التعدد يمكن للإنسان أن يختار ما يناسب عقله وإنسانيته. وعلينا أن نتقدم للإمام، لا أن نبقى عالقين في هذا الوحل. يجب أن تكون آراء المذاهب مثل التطبيق. لو أعجبك المعتزلي اضغط على الزر وحمله، ولو أعجبك الأشعري والسلفي فالتطبيق أيضا موجود. وكأنك تقوم بتسوق ما يناسبك دون عقدة كره وتحقير اتجاه الآخر. كونوا مسلمين ولا تكونوا متأسلمين طائفيين.

فيديو مقال هل هي خطة إلهية؟

أضف تعليقك هنا