الاحتلال

احتلال أراضينا واحتلال أنفسنا

الاحتلال هو أخذ واستعمار أرض هي ملك شعب آخر، فعندما يجد الذى يستعمر صحراء وأرضا ملك أحد فيترك الصحراء، ويأخذ الأرض الذي ملك الآخر فلكي يستطيع السيطرة على الدولة سيهدم جيش الدولة أولًا، لأن الجيش هو العمود الققري للدول فمن هدم جيشها هدمت. فالجيش أساس بناء أي دولة مستقلة. فهناك كثير من الدول أمامنا محتلة، بلاد محتلة أرضها، وبلاد محتل فكرها وهناك نوع أخر من الاحتلال هو الاحتلال الفكري الذي يسيطر على الدول من خلال العقول.

فتحتل حضارتها كلغتها بحيث تضعف، ويهتمون بتعليم لغات أخرى، فتضعف لغتهم الأم. هناك لغات متداخلة يوجد باللغة كلمات لغة أخرى للمتحدثين بها فاللغة هي أساس من أسس استقلال أي دولة وثقافتها وتاريخها. وأسهل شيء يمكن أن تحتل به دولة أخرى من خلال لغتها، فتضعف لغتها أمام ألسنة شعبها فتهبط الدولة أيضَا أمام عيون شعبها، وانتماؤهم لدولتهم يضعف ليصل إلى درجة الانعدام, هناك دول تهدم بسبب احتلالها الفكري فالأفكار عندما تحتل يكون كل شيء انتهى لأن الأفكار هي الإنسان، وهي التي تبني المجتمع، والمجتمع يبني الدولة.

فعندما نجد شعبا فرض عليه الاحتلال مهما تمرد عليه يظل الاحتلال موجودا ففي هذه الحالة لن يتحرر أبدًا هذا الشعب حتى إذا قرر المستعمر تركها لأن الدولة المحتلة لن تنمو. فمواردها الطبيعية والصناعية تنهب، فلا استقلال ولا حياة وأساس الحياة الاستقلال لأنه هو الذي يبني الحياة، الحياة تعني الحرية.

الحرية هي الحياة

البعض يسأل كيف الحياة تعني الحرية والاستقلال؟ وهناك من يفرض عليه قيودا وأشياء كثيرة تمنعه من الحرية و الاستقلال، سبب ذلك أن جزءا صغيرا من حياتنا يمثل أقدارا، والأقدار تمثل طرقا وهذه الطرق تبنى عليها حياتنا بأكملها، وهذا لا يعني أن فتح طريق أمامك بأن تظل واقفا لا تفعل شيئا بل الله يفتح لك الباب، وتمشي فيه وتسعى والعوائق التي ستقابلها تكون من الله. فأنت تظل تحاول وتعافر لكي تمحو أي ظلام في حياتك، فعندما تُحتل الدولة تُطفأ شمسها، ويعم الظلام في سمائها فكيف تشرق شمسها في أرض ليست أرضها؟.

في هذه الحالة إما أن تظل الدولة محتلة وشعبها ميت بالحياة، أو هناك من ينجدها، فهناك من يسرق المال والأراضي وهناك من يسرق العقول فالذي
يحتل يسرق الأرض ليست أرضه لكي يبني دولته فوق دولة أخرى كأنها الحصان الذي يمشي وفوقه شخص يجلس عليه. فهو لا يمشي على الأرض لأنه خائف أن يمشي على أرض ليس ملكه فتبنى حياة شعب على حياة شعب آخر، وتقتل هذا الشعب لتحيي شعبها.

المحتل يزور التاريخ

تغيير التاريخ وتزيف الماضي لكي تثبت أنها تملكها، فتختلط أنفاس هذه البلد فيصبح هواؤها ليس نقيا فمن الممكن أن تحتل نفسك قبل أن يحتل بيتك دون أن تشعر. فعندما تحتل أفكارك فهذا أصعب احتلال يتعرض له الإنسان، فيصبح إنسانا آخر، ويظل كما هو بالشكل، لكن ملامح هذا الشخص ستختلف لأنها ستحمل معنى مختلفا. فكل منا عندما يحتل أرضه يصبح جيشَا يحمي به نفسه وبيته وأرضه.

وإن مت تموت وأنت تجاهد ليس وأنت جالس مختبئا وراء أوراق الشجر، وعندما أرضك تسرق تصبح مشتتا لا تجد مكانا تجلس فيه، وتصبح غريبا فإما أن تدافع عن وطنك وأرضك أو تصبح غريبًا عنها. وعندما عقلك يسرق تصبح غريبا عن نفسك أول شيء، وتصبح إنسانا دون إرادة ستتصرف مثل الحيوانات ليس كلها، بل بعضها لأن هناك حيوانات تشعر.

فيديو مقال الاحتلال

أضف تعليقك هنا