الإهمال، رسالة

الانتظار

كانت تنظر إلى ساعتها بقلق بالغ ثم تنظر إلى السماء متضرعة إلى الله فهو لم يأت فى الميعاد السابق، وهي تخشى ألا يحضر اليوم. فهى تغرق فى حبه وتعيش من أجله، ولا تتخيل حياتها بدونه ولم تبخل عليه بشيء سوى شرفها الذي لا تملك سواه، تستدير حولها، وتشعر أن كل المارة يعلمون أمرها فهذا رجل يبتسم ويرمقها بنظرة عابرة فهل يسخر منها؟ وتلك امرأة شابة عابسة تسير فى همة ونشاط، وذاك شاب ينظر إليها متفحصا فماذا يريد؟ وهذا الصبي يدور حولها ولا ينصرف فهل يراقبها؟.

ثم تعود إلى رشدها وتحدث نفسها وكيف لهؤلاء أن يعلموا بأمرها، ما هي إلا مجرد أوهام في عقلي ثم تنظر في الوقت مرة أخرى “يا إلهي إن الوقت يمر سريعا، ولا أثر له” إنها تتصبب عرقا، تفتح حقيبتها، وتخرج منديلا وتفرك يديها المبتلتين ثم راحت تجفف قطرات من العرق على جبينها،  “يارب أوقف الزمن حتى يأتي” إنها تشعر فى قرارة نفسها أنه لن يأتي بل شبه متأكدة.

تغير المعاملة في الفترة الأخيرة

معاملته تغيرت كثيرا فلم يعد كما كان لا يسأل ولا يكترث بما أقول فدائما يقاطعني كلما تحدثت غير آبه بمشاعري، فإذا عاتبته يتحجج أنه مشغول، ولا وقت لديه، فماذا تغير حتى ينشغل؟ ما زال عاطلا بلا عمل، ولم يأخذ خطوة إيجابية واحدة، وكلما فاتحته في أمر علاقتنا يشيح بوجهه غاضبا، فلم أعد أتحدث حتى في هذا كي لا أغضبه.

لا شيء تغير هكذا تحدث نفسها. إنها مازالت تمني نفسها أنه سوف يأتي، وأن كل ما حدثها به عقلها مجرد أوهام، فهي مازالت تعشقه، ولن تتنازل عنه مهما حدث، فلا تتصور أن تستولي عليه فتاة أخرى، “إنه لها ولها فقط” إنها أضاعت سنين من عمرها برفقته ولن تتركه لغيرها.

التمسك بالحلم 

هذه قناعتها ولن تغيرها، وتظن أن ظروفا حدثت له منعته من المجيء، وأنه سوف يأتي. ثم حدثت نفسها: سأحاول الاتصال به مرة أخرى وأخرى، ولكن دون جدوى فدائما مشغول وانقضى اليوم، ومر شهر منذ ذلك الحين، ثم شهور ولم يتغير الحال ولا زالت تنتظر.

فيديو مقال الإهمال، رسالة

أضف تعليقك هنا