البقاء لمن؟

الباقي من أسماء الله الحسنى

نعلم بالطبع أن البقاء لله وحده ذي الجلال والإكرام، وإن فني كل شيء سيبقى فالباقي من أحسن أسمائه جل في علاه فسبحانه هو الله وسبحانه هو موجد كل شيء، وكل شيء بميزان القدرات البشرية مجتمعة منذ الأزل. كل القدرات البشرية في التفكر والبحث العلمي، وما تسافر إليه المركبات الفضائية وتلتقطه أضخم التليسكوبات، وتمحص فيه المختبرات العلمية بين الجزيئات ومدارات الذرات، هذا “الكل شيء” لا يعدو في ملكه أبسط شيء، وليس لأوسع خيالاتنا ولا أبعد رؤانا أن تصل إلى ماهية قدرته وسر عظمته فنحن خلقٌ من خلقٍ كثير أحسن صنعه.

تفكراً في حدود دنيانا وتساؤلاً حول نهايات الأحداث، دائماً ما يطرح السؤال نفسه مستترا خلف قناعات فكرية أو أمثلة شعبية، فبين “لا يصح إلا الصحيح” عند النهايات السعيدة، وبين التسخط من سوء الزمان عندما لا ينتصر الخير نتوقف دائماً للتفكير ونزجي الأوقات مناقشين المآلات والمصائر بنهايات الحكايات، فكل ما يجري من أحاديث قد تدور في حقيقتها حول ثبوت ما يعتقد أنه مبادئ ثابتة، كانتصار الخير وفضيلة الصدق ومثاليات الأخلاق من عدم ثبوته بأسباب تتهم الناس في توجهاتهم والزمان في سريانه كما أسلفنا. وكذلك إجحاف الحياة وعدم إنصافها كما يقال.

عقاب إلهي أم بلاء وامتحان؟

فما يزعم البعض أنه حصل في بلاد الغرب عقاباً إلهياً حدث في بلاد الشرق، وتحول بقدرة قادر إلى ابتلاءٍ و امتحان، وما يراه هؤلاء جناناً في الدنيا عند بشر ليقولوا “لهم الدنيا” توفر مثله و أجمل عند آخرين، وكانوا أول المروجين له، ليس الأمر مرتبطاً بمسار درامي محدد لأنه في الأصل لم يكتب بيد بشر.

فالبشر لهم مايقدمونه في الفنون لبشر آخرين وليس للبشر بعقولهم المحدودة المقدرة على تحليل الأقدار والتوصل لمسبباتها إنما لنا الاستفادة والاعتبار واليقين بحكمة خالق عظيم جبار لم يخلق شيئا بلا سبب، ولم يوجد فكرة في عقل ذي لب عبثاً، ويكفي أحدنا أن يلتزم بما تعلمه ويتبع ما يمليه عليه ضميره وينشغل بحال ذاته وأهله.

فيديو مقال البقاء لمن؟

أضف تعليقك هنا