الجزائر و السياسة الطائشة

الجزائر في حالة فوضى

شهدت الجزائر و خاصة في الاونة الاخيرة حالة من الفوضى السياسية و غليان اجتماعي  مس جميع اطياف المجتمع. فحالة عدم الاستقرار الذي تعيشه الجزائر مرنبط ارتباطا وثيقا بسياسات الدولة التي يعتبرها البعض و يدرجها الكثير من المحللون * سياسات الدفع الى الأمام   التي لا تكون مبنية على تخطيط منطقي و لا فهم للواقع الاجتماعي او ربما حتى جهل سياسي عميق. و لكن الحقيقة بعيدة كل البعد عن ذلك. فكل ما ينم عن السلطة حتى و ان بدا للمجتمع المدني و النخب السياسية انه لا يتماشى مع الواقع الا ان كل تلك القرارات مدروسة بكل عناية و لها ابعاد سياسة أخرى.

غلاء الأسعار خلق بلبلة لدى الشعب

اخر تلك القرارت التي اصبح عليها الجزائريون هو قرار رفع الدعم عن المنتوجات الطاقويى كالغاز و البنزين و كذلك اخرها استبدال فاتورة الكهرباء و الغاز التي تفحم جيوب المواطنين كل ثلاثة أشهر بفاتورة شهرية تجعله في اسفل الدرك من النار. قرارات زادت من تخوف المواطنين و خلقت بلبلة واسعة في كل الاوساط حيث تبدو في الوهلة الاولى للقارئ ان الحكومة و السلطة تعيش في مكان و الشعب في مكان مغاير و ان من يملكون مقاليد السلطة لايعرفون الواقع المعيشي و قدرته الشرائية و لكن على العكس.

بل هم ادرى و اعلم بذلك من المواطن نفسه و لكن كل هذا يندرج ضمن حملة انتخابية مسبقة لدعم بوتفليقة لعهدة خامسة و هو الامر الغير مستبعد تماما حيث كما قال و صرح جمال ولد عباس الامين العام لحزب * الشكارة* بأن بوتفليقة لا يحتاج لحملة انتخابية بل هو هو باق و هو الفائز مسبقا بتلك الانتخابات. سيتسائل البعض. وهل من يريد ان يعزز حقيقة حملة انتخابية مسبقة كما ذكرت ان يهززها بمثل هذه القرارات السلبية التي روعت العباد.

الدولة الفاشلة من السياسة الفاشلة

نعم حقيقة كما يقول نعوم تشومسكي في كتابه الدول الفاشلة ان من سياسات الدولة الفاشلة التي يكون مرادها تقديم مرشحها الفائز مسبقا بتلك الانتخابات هو الاقرار بسياسات و الاعلان عن قرارات قد تضر الناس لكي يقوم بعدها * الزعيم البطل * بالغاء كل تلك القرارات و هو الامر الذي سيجعله حسب تفكيرهم بطلا منقذا. و المثال على ذلك ما حدث قبيل انتخابات 2014 الرئاسية حيث خرجت و من العدم أزمة و مشكلة مدينة غرداية التي اشتعلت بدن سبب و سابق انذار لتنطفى بعد “ فوز “ بوتفليقة و يصور كبطل منقذ . و الحقيقة هو ان اللعب بالنار كثيرا ما يضر اكث مما ينفع. فخلق المشاكل و ايجاد الحلول لها قد ربما يخرج عن سيطرة من يملكون مقاليد السلطة و ينقلب سحرهم عليهم و الله اعلم العالمين.

فيديو مقال الجزائر و السياسة الطائشة

أضف تعليقك هنا