الله رازوس الله عافيتوس !

مغامرة سياحية

الله رازوس الله عافيتوس ! أي (الله يرضى عليك – الله يعافيك أو بالعافية) , هكذا أختير العنوان ليسرده علينا الرواي الشعبي : عبده مدقدق عن إحدى رواياته الإبداعية والمشوقة مكشفا لنا عن إحدى إكتشافاته ومغامراته بل ومواقفه الطريفة بعض الشئ وذلك عندما سافر إلى إحدى الدول المجاورة والتي مازالت تشتهر بنعمها العظيمة التي لا تعد ولا تحصى من كل مقومات الخضرة والجمال والطبيعة الخلابة على إمتداد أراضيها الغناء.

فهي جنة الله في أرضه من الخارج ولكنها من الداخل قد إختلفت بعض الشئ من حيث التعامل والأسلوب وأيضا من حيث معدن وجوهر غالبية أناسه وشعبه الذين قد شكلوا كأقل نسبة تقريبية مابين 60 إلى 70 بالمائة تبعا لمعتقداتهم وأفكارهم وكذلك وهو الأهم لغالبية فكرهم وميولهم في سرعة وجني أو كسب بعض المال بطرق ملتوية وذكية إلى حد ما فالأهم هو أن تدفع وأنت راضي لترضيهم ويرضى الله عنك كما يعتقدون عند غالبيتهم.

الذهاب لشارع سياحي معروف

فالبداية كانت في شارعها المشهور والمعروف بتجمع كل الألوان والطبقات في إحدى مدنها الجميلة المعروفة والمكتضة بالسكان وتحديدا بالسياح حيث كان عبده مدقدق واحدا من الآف السياح الذين قد أحبوا وأرادو إكتشاف ومعرفة كل ماهو غريب ومريب ومثير بعض الشئ , وكون أنها تظهر بعظمة الدين وشعائره وذلك بكثرة مساجدها ذات الطابع المعماري الفريد وبتجاورها هنا وهناك إلا أنها من الداخل (أي من داخل تلك المدينة) كانت قد عكست كل ما يطبق من أخلاقيات الدين كالنصب والإحتيال و و إلخ   فشارعها المسطور على طوله وإمتداده كن قد ظهرن فيه المومسات وقوادي المكان وعارضي كل أنواع وأشكال النصب والإحتيال.

دخول عبده للمقهى

فعبده مدقدق كعادته وبتطفله الزائد كان قد أوقفه ذاك الشخص المجيد للعربية والمريب من شكله والمرحب فيه بأول كلمة : السلام عليكم الله رازوس ليعرض عليه فقط وفي بادئ الأمر أن يتكرم بزيارة ذاك المقهى الخلفي المقبوع في شارع فرعي مع الشارع الرئيسي وأن يطلب فقط كأسا من الشاي , ليستجيب إلى طلبه ودعوته على أمل وحسن الضيافة وبقبول الكرم بالكرم ولكن ما كان يخبئه ذلك المكان لم يكن إلا العكس تماما.

حيث دخل عبده المقهى وأختار منه إحدى الطاولات كي يجلس عليها ثم طلب كأسا من الشاي وماهي إلا ثوان إلا ويجلسن بجانبه بعضا من الفتيات الحسنوات الرخيصات عارضين عليه بعضا من الإمتاع والإغراء على أمل الإطاحة به , ولكن عبده مدقدق لم يكن إلا على نيته الطيبة حيث رفض كل ما كان مغريا عليه ليتركوه في لحظة , وعندما أراد عبده الخروج وترك المكان هل عليه البعض من مقدمي الطلبات بالحساب والذي كان وبكل صراحة يفوق الخيال وبالنصب عيني عينك.

حساب المقهى 600ليرة!!

فقد إتضح عليه بقيمة : 600 ليرة ليقول لهم عبده الحساب مبالغ فيه فأنا لم أطلب سوى كأسا واحدا من الشاي وحتى أنني لم أستغرق من وقت مجيئي إليكم سوى بضع دقائق فهل قيمة الشاي لديكم بهذا المبلغ ؟ ولكن كانت إجابتهم صادمة بالنسبة له حيث أفهموه وأخبروه بأن قيمة الشاي لم تتعدى العشر ليرات وأما باقي المبلغ فهو عبارة عن : قيمة الجلوس والضريبة وكذلك عن قيمة بعض الفتيات اللاتي جلسن بجوراك وأمتعت ناظريك بهن , فصرخ عبده في وجههم وقال : سأدفع لكم قيمة ما طلبته فقط دون أن أدفع بقية الأمور الأخرى والتي لم أطلبها في الأساس , وهل علي أن أدفع هذا المبلغ في بضع دقائق فقط ؟ فقالوا له بالحرف الواحد إما أن تدفع بكل إحترام لنقول لك بعدها : الله رازوس وعافيتوس وإما أن نجعلك تدفع غصبا عنك وبكل إهانة.

خروج عبده من المقهى

فأخرج عبده مدقدق كل ما معه من جيبه والتي لم تتعدى 500 ليرة ثم وضعها على الطاولة ليقول لهم هذا كل مالدي , وما كان منهم إلا أن أخذو منه المبلغ , فخرج عبده على عجل ليودعوه هم مثلما قد أستقبلوه ورحبوا به من قبل وأن يقولوا له : عافيتوس فرد عليهم : الله فوق الله قوي الله لا رازوس ولا عافيتوس عليكم .

فيديو مقال الله رازوس الله عافيتوس

أضف تعليقك هنا

سامي أبودش

سامي أبودش

كاتب مقالات بالصحف الإلكترونية السعودية.
المملكة العربية السعودية
جوال : 00966558335053