حوار ساخن

الطرف١: سأفعل شئ أريده الآن فوراً!

الطرف٢: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أولاً نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم و ثانياً نفكر بما نفعل ولماذا نفعل؟ وما فائدة ما نفعل؟

الطرف١: من أنت لتتدخل بما أريد؟

الطرف٢: لا دخل لك ولا يشترط أن تعرفني و لكن أوجهك لما هو صحيح لأن هذا يعنيني و لا أسمح لكي أن تفعلي ما تريدين دوماً.

الطرف١: ما هو الذي يعنيك إن كنت لا أعرفك و لا تعرفني، سأفعل ما أريد و أي شئ يعجبني و يروق لي سأفعله لأنني أريده و أنا حره في أمنياتي و أحتياجاتي حتى و إن كانت خاطئه في نظرك فهي في نظري ليست خاطئة.

الطرف٢: أنتي تريدين فعل أي شيء تريدينه لأنك غير قنوعه و طماعة.

الطرف١: من أنت أصلاً لتقيمني و ما شأنك؟ واضح أنك لا تعرفني بحق أنا مطمئنه و لا أضطرب مما تقول.

الطرف٢: لا يشترط أن تكوني مطمئنه فقد تكوني مضطربه و أيضاً خائفه و قراراتك جميعها خاطئه و نتائجها وخيمة، فلنفترض أني سأقول لكي هيا ماذا تريدين الآن تفضلي أمرك مطاع أيتها الأمّارة.

الطرف١: و لما تقولها هكذا فهل تعتقد أني سأتردد في فعل ما أتمناه، نعم الآن الساعه الخامسه فجراً و أريد أن أنام و لا أريد أن أستيقظ لمدة ١٢ ساعه لأكتفي من النوم كثيراً فما رأيك؟

الطرف٢: هذا غير صحي و غير شرعي وغير إجتماعي لأنكي تنامين أكثر مما تحتاجينه هذا صحياً و شرعياً أنتي قد تتركين فريضتين من الصلاه لم تصليها في أوقاتها و إجتماعياً لم تعطي عائلتك حقها في مجالستك و محادثتك فهل هذا منطقي، لا لن أسمح لكي بذلك و ستنفذين ما أقول فأنا سألتك كمثال مبدأي ماذا تريدين قد طلبتي ما هو خطأ.

الطرف١: من أنت لتملي عليّ ما أفعل؟ و الله سأفعل و أفعل و آكل ما أريد و أشرب الخمر و أزني و أسرق و أكذب و حتى لو أنتحر لن تستطيع أيقافي و ستندم حينئذاً.

الطرف٢: هههههههههههههه هل هذا منطقي أنك ستتغلبين عليّ في شهواتك و أنا موجود ما هذا الكبرياء الذي لديك، أنا من وضعني الخالق لأرشدك فخسئتي أن تفعلي ما تريدي.

الطرف١: من أنت؟ أنت إنس أو جان؟ جمادٌ أو حيوان؟

الطرف٢: أنا من صنع الرحمن و فُطرت على التعلّم و التعليم و قد قرأت و كتبت و أنرت الدنيا ضياءاً بصناعاتي وإختراعاتي و مع الزمن سأزداد نجاحاً ، فمن أنتي هل ستنفذين ما ترغبين فقط بدون أي عمل و جهد.

الطرف١: كفى لا تتحدث و تتبجح كثيراً فأنا الغالبة وأنا لست بمطمئنة فقط أنا أيضاً أمّارة بسؤ ولوّامة و ستجد مني الأذى.

الطرف٢: أنتي! كفى و كفى و كفى.

كفى حواراً حاداً أنا من كتب هذا (( يا أيتها النفس و يا أيها العقل )) فلا يستحق الموضوع الكثير من الجدل و الخصام فالحقيقه و المنطق هي لصالح العقل هو من سيوجه و يتحكم في النفس حتى لا تقع في الأخطاء فقد يكون قاسياً و لكن هذا هو الصحيح إذاً خلاصة الصول و الجول في هذا الحوار الساخن هو القول أن “لا تتبعوا أنفسكم حتى لا تهلكوا”.

“لا تتبعوا أنفسكم حتى لا تهلكوا”.

فيديو عن حوار ساخن بين النفس والعقل

أضف تعليقك هنا