حياة الكاتب في زمن الضرائب

أهمية دور الكاتب في المجتمع

للكاتب والمفكر المثقف دور هام ومحوري في مختلف القضايا المجتمعية قد يري البعض حياة الكاتب وردية تقترب للرفاهية وقد ينظر له البعض تلك النظرة الكلاسيكية التي يلازم الكاتب فيها مقعدة ممكساً بالقلم محتسياً قهوته هائما في دنياه مختليا بذاته ،، ولربما تلك هي النظرة الأكثر شيوعا في عالمنا لأنها تمثل بالفعل جزءا لا يتجزأ من شخصية الكاتب وسيطرة الفكرة وهيمنه القلم الذي تعانقه تلك الاصابع الذهبية لتعبر عن حال الشعوب بأقوي العبارات واروعها.

معاناة الكاتب

لكن مالايراه الكثيرون هي تلك المعاناة والصراع الداخلي الذي يحرك مشاعر الكاتب ويؤرق نومه ويشغل ذهنه والذي يجعله بالفعل هائم مهموم بقضايا مجتمعة فالكاتب ليس مجرد عقل مفكر وقلم معبر إنما إحساس مرهف ومشاعر جياشة وعقل لا يتوقف وضمير لاينام حتي مع كل ماقد يتوفر له من حياة الرفاهية والترف والتي قد يتمناها الكتيرين ظنا بأنها قمة المتعة والسعادة ألا أنه يظل مهموم يحمل علي كتفيه هموم الأمة منفردا بها معتبرا إياها أمانه في رقبته مسؤلا عنها أمام نفسه ومجتمعة وأمام الله عز وجل.

فالكلمة أمانه ترفع امم وتهدم أخري وتقوم نفس وتحطم أخري وتدعم حق وتكشف باطل وهنا تكمن سعادة الكاتب ويتحقق مراده حين ينطق بالحق وتصل حروفه لتغير وتصلح حال مجتمعة يصبح الكاتب كطفلا يمرح ويحتفل ويشعر بالسعادة ليعود بعد لحظات منشغلا بقضية أخري يلزمة بها ضميره الحي وتقوده إليها مشاعره لينشغل عقله من جديد.

مهمة الكاتب

لذا فالكاتب الحر هو صمام أمان المجتمعات الذي يري بعين تختلف دوما عن أعين العامة بنظرة عميقة وموضوعية للواقع يستنبط منها الحقائق ويستنتج النتائج المستقبلية ويتحري الدقة والمعلومات والمصادر حتي يخط قلمه بمايرضي الله وحده وبما يجعله راضي عن ذاته معبرا عن مشاعره التي تؤرق نومة وتشغل ذهنة ربما عن حياته الخاصة فالكاتب دوما مرتبط ارتباطا وثيقا بالحياة العامة اكثر من انشغاله بالامور الشخصيه وحياته الخاصه فهو كالأسماك يحيا في بحور الحياة العامة بمختلف قضاياها وإن إبتعد عنها يختنق ويضيق صدره وكأنه يحتضر.

البيئة المناسبة للكتابة

وكلما كانت البيئة السياسية خصبة تتسم بالديمقراطية الحقيقة كلما كان للكاتب حياة رغد وردية فقلما يواجة صعوبات في التفكير وقلما يواجة تقييد لحريته، وكلما كانت البيئة السياسية تتسم بالديكتاتورية. او التشدد والاتجاة لتقييد الحريات كلما كان للكاتب الحقيقي دور بارز وقضايا لا تنتهي وفي المقابل تزداد همومه وتكثر عثراته ليبحث دوما عن متنفس من الحروف التي يعبر بها عن مايراه بأم عينه من قضايا مجتمعية تحتاج إصلاح وتغيير وتزداد معها حياة الكاتب عرضه للخطر كلما زاد دعمه للحق في عالم الباطل وكلما كانت حروفه مؤلمه لتلك الأنظمة القمعية كلما كان أكثر عرضه ومعاناة لدفع ضريبة الكتابة وأمانه الكلمه ومواجهة الظلم لمحاوله الإصلاح ليبقي الكاتب الاكثر إنشغالا وأنزعاجا و تألما لانه قد يري مالايراه غيره.

عوائق تقف في طريق الكاتب

وقد يحمل في نفسه ملايحمله غيره خاصة حين يري العابثين بالعقول والوعي المجتمعي من أصحاب المصالح والمنتفعين بهذا العبث ما يجعله يختلف بعض الشيء بين فئات المجتمع ومختلف المهن ففي الغالب قد يتشارك البعض بالحديث في قضية مجتمعيه وقد تشغل بال البعض لساعات وربما ايام وقد تؤرق نوم البعض الآخر.

أما الكاتب فلايجافيه نوم ولا يهدأ له بال ولا يستطيع التخلص أو الهروب من أي محاولة للعبث بالوعي والمعرفة أو قضية مجتمعية وكأنها تلاحقه لحظة بلحظة حتي يمسك قلمه ويسطر القضية بما يمتلكه من ضمير وعقل ومشاعر جياشة ،، لأنه ينبض دوما بنبض الأمة ويحيا بمشاعرها ويحترق بإحساسها الأليم ويشاركها تكبد الخسائر ليصبح الاكثر صراعا بين النفس والعقل والواقع والاكثر ألما وصراخا ودفعا للضرائب.

فيديو مقال حياة الكاتب في زمن الضرائب

أضف تعليقك هنا