داحس والغبراء الثانية

حرب الكهرباء الوطنية

لم تبدأ حرب الا وانتهت ولم تأتي حادثة الا وولت، فما كانت له بداية لابد ان تكون له نهاية، الا واحدة بدأت منذ الأزل ولم تنته الى اليوم، اخذت عقول الناس وصنعت فيهم ما صنعت وقد وقفوا عاجزين حيالها، سميت ‘بحرب الشيطان الازلية’ او كما في اللهجة العراقية ‘حرب الكهرباء الوطنية’

بعد ارتفاع درجات الحرارة الى مستوياتها المعهودة كما في كل عام، وبعد تفاقم الوضع النفسي للشباب العراقي المشحون بسبب انعدام الخدمات وتدهور الاوضاع في كافة المجالات وعلى رأسها الكهرباء، حاول المواطنون التغيير في تكتيك المعركة المستمرة مع الكهرباء الوطنية منذ سنين طويلة وذلك من خلال الضغط على الحكومات المحلية في المحافظات التي توجد فيها محطات توليد للقيام بفصلها عن المنظومة الوطنية كما في واسط والبصرة وبابل لغرض سد حاجة المحافظات من الطاقة، عسى ان تفرز هذه الضغوطات بعض الحلول السريعة قبل فوات الاوان وانفلات الوضع.

ضرورة ايجاد حل لأزمة الكهرباء

محافظ واسط السيد محمود عبد الرضا في لقاء تلفزيوني: حكومة واسط المحلية قررت بالفعل رفع وحدة التحكم عن بعد RTU عن محطة الزبيدية الحرارية بعد تصويت مجلس محافظة واسط اجراه بطلب مني، خلال مفاوضات استمرت لاكثر من ثلاث اشهر وصلنا الى قناعة تامة ان وزارة الكهرباء لا يمكن ان تفي بوعودها، وانها لا تريد ان توجد الحلول للازمة، واضاف ان ابناء المحافظة باتوا على علم باكاذيب ومماطلات الوزارة، فالزيادة المرتقبة في الانتاج، والوعود التي اطلقها الوزراء المتعاقبين عن كيفية تصدير الكهرباء الى الخارج ماهي الا دليل واضح على الكذب والاستخفاف بعقول الناس، ونحن من جانبنا كحكومة محلية سنقوم بواجبنا الوطني لاسترجاع حقوق محافظتنا المسلوبة.

الاجراءات التي قدمتها الحكومة

اما عن الاجراءات التي قدمتها الحكومة الاتحادية فقد برر السيد رئيس الوزراء موقف الحكومة قائلا: يجب اطفاء اجهزة التبريد الموجودة في حمامات المنازل لكي نتمكن من تجاوز الازمة لانها تستهلك الطاقة وتزيد من ساعات القطع، كما قدم المتحدث باسم الوزارة عدة اعذار جيدة اهمها:

الأعذار التي قدمتها الحكومة

ان المواطن لا يمكن ان يتمتع بالكهرباء ببلاش وعليه ان يدفع للحكومة لأن الوزارة لا تستطيع تغطية نفقات الانتاج كونها لم تستلم سوى 50 مليار دولار وهذا مبلغ بسيط وزهيد لا يعرف الناس البسطاء قدره، لذلك نطلب من الشعب الوقوف مع الوزارة واستخدام الهفايات اليدوية بدلا من هدر الطاقة وتشغيل اجهزة التبريد، كما استحدثت الوزارة منظومة جديدة اسمتها ‘منظومة الضحك والتحايل على الناس’ وذلك لرد الهجمة والتظاهر غير المبرر من قبل المواطنين.

يذكر أن حرب الشيطان مستمرة بالفعل وانها قد تطول لاعوام عديدة، بسبب العصابات المتعاقبة على وزارة الكهرباء والفساد المتأصل فيها وان القضاء عليه ليس بالأمر الممكن، الا بحدوث معجزة او ظهور بطل خارق في آخر القصة او ايجاد عقول ناضجة تستطيع أن تميز الصالح فتمنحه صوتها في الانتخابات كي يعمل لشعبه ووطنه بصدق فنغادر حقبة الظلام التي ادخلنا فيها هؤلاء الفاسدين.

فيديو مقال داحس والغبراء الثانية

أضف تعليقك هنا