صديقي وسحر الاعتقاد

صديقي وتكرار الفشل

“لماذا كان صديقي يفشل في جميع المقابلات الشخصية للوظائف التي كان يقدم عليها ؟” سؤال حيرني جدا عن صديقي الذي كان متخرجا حديثا من أحد الجامعات المرموقة في بلدي. حيث إنه كان من الصعب فهم سبب فشل صديقي لأنه كان يمتلك كل مقومات النجاح من امتلاك مهارات فن الاقناع ومهارات فنية أخرى تتخصص في مجال دراسته، وكذلك تخرج من إحدى الجامعات الرائدة في مجال تخصصه.

ولكنه كان يفشل في المقابلات واحدة تلو الأخرى، وكان لا يدعى مرة أخرى بعد المقابلة الشخصية، وكان صديقي يستعد لكل مقابلة استعدادا قويا، ولكن دون جدوى. وكان متشائما جدا من وضعه ومن قدراته في مواجهة المقابلات الشخصية، ولكن بعد فترة من الزمن تمكن من إيجاد وظيفة كريمة في أحد الشركات المرموقة والرائدة في مجال الاتصالات، وكان أحد القادة في هذه الشركة. حيث إنه وجد سر النجاح ومفتاحه والسبب في فشله عدة مرات في المقابلات الشخصية. وبعد ممارسة هذا السر المكتشف حديثا فقد طعم الخسارة، ولمس النجاح، وحققه باستحقاق في الساحة العملية.

السر في تغير حال الصديق

وفي يوم من الأيام في أحد المطاعم في مأدبة الغذاء لم أتمكن من تحكم نفسي في إعجابي به وبالتغيير الذي طرأ في شخصيته فجأة، فقلت له: “لقد أدهشتني منذ بضع سنوات مضت كنت تفشل في جميع المقابلات الشخصية، والآن تغير الحال حيث إنك القائد في الشركة التي تعمل بها، الرجاء إخباري وتوضيح هذا التغيير الإيجابي في شخصيتك”. فأجاب صديقي: “لقد كان أمرا بسيطا جدا، أنا فقط تعلمت سحر الاعتقاد”.

فقلت متعجبا: ” ماذا؟ سحر الاعتقاد! وماذا تعني بهذا المصطلح؟. فأجاب قائلا: “اكتشفت أنه إن كنت تتوقع الأسوء فسوف تحصل على الأسوء، وإذا كنت تتوقع الأفضل فسوف تحصل على الأفضل. لقد حدث كل هذا من خلال ممارستي لحديث قدسي حيث يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي”. وتابع الكلام قائلا: “لقد ترعرعت في بيت ديني، وسمعت هذا الحديث عدة مرات ولكني لم أفكر به وبما يحتويه من معاني جليلة، فقوله تعالى أنه عند ظن عبده به. يعني أننا إن كنا نظن ونتوقع من أننا نكون ناجحين في حياتنا ففعلا سوف نصبح ناجحين والعكس صحيح.

فكان هذا الحديث سببا في إدراكي أن الخطأ الذي اقترفته هو كان في اعتقادي بأني سوف أفشل وأني شخص فاشل في حياتي” ثم ابتسم قائلا: “فبعد تطبيقي لهذا المبدأ تغيرت حياتي حيث أصبحت أتوقع الأفضل دائما، ولا أكترث للاحتمال الأسوء”، ثم أكمل قائلا: “ألا تعتقد أنه نوع من المعجزة، أليس كذلك؟” وأنهينا الحديث بعد ذلك.

قانون النجاخ

وأعتقد في نفسي أنها لم تكن معجزة على الإطلاق، ما حدث هو أن صديقي تعلم استخدام واحدا من أهم قوانين النجاح في العالم. فهو قانون معترف به في علم النفس وديننا الحنيف على حد سواء. وهذا القانون هو أنك إذا اعتقدت في نفسك أنك تنجح فسوف تنجح فعلا، وأن كل شيئا سيصبح ممكنا بعد الاعتقاد بهذا القانون الإلهي.

ولكن هذا لا يعني أنك بمجرد الاعتقاد بالشيء سوف تحصل عليه بالتأكيد، فقد يكون الشيء الذي تريده غير مقدر لك في أن تحصله. ولكن عندما تضع ثقتك بالله بأنك سوف تحقق ما تريده، فسوف تتعلم الإيمان بأن الحياة إيجابية وسوف يصبح الشيء المستحيل ممكنا إذا كان لا يتنافى مع إرادة الله.

فيديو مقال صديقي وسحر الاعتقاد

أضف تعليقك هنا