فقراء لا يدخلون الجنة

منذ فجر التاريخ ونحن نجد أن موضوع الطبقة الفقيرة موضوع مهم وحيوي ويشغلنا جميعاً علي كل الأصعدة حتي في المستقبل البعيد و القريب وذلك من خلال الكتابات الأدبية والفنية ومتابعة المسلسلات التلفزيونية والمسرحيات لذلك نجد أن هناك إهتماماً شديداً بقضية الطبقة الفقيرة والتي مازالت تعاني من مشكلات تكاد تنهي علي هذه الطبقة مما يؤدي ذلك إنزلق الطبقة الوسطي إلى الفقر كنتيجة طبيعة من جراء إنهيار الطبقة الفقيره.

ويرجع إنهيار هذه الطبقة وإنتشار الفقر في المجتمع المصري إلى عدة أسباب وهي

أولا:نسبة الأمية في المجتمع

هي سرطان ينتشر في جسد المجتمع المصري ويضعف الدولة من تحقيق النمو المنتظر لعام 2030 كما يدعي البعض وبغض النظر فإن الأمية تشكل خطراً جسيماً علي المجتمع .حيث أظهر الجهاز المركزي والإحصاء أن عدد الأميين (10سوات فاكثر) بحوالي ١٤.٣ مليون نسمة عام 2017 منهم ٩.١ نسمة من الإناث و أن حوالي فرد أمي بين كل 5افراد من السكان وحيث أن معدل الأمية بلغ في العامين الماضيين نحو ٢٠.١ من الذكور و ١٤.٤من الإناث.
لكي تصبح نسبة الأمية في مصر إلى ٢٩.٧% الأضرار التي تتسبب فيها الأمية إنتشار العنف والتطرف الذي يؤدي إلى الإرهاب وتعرض الأميين لإاستغلال من الجماعات الإرهابية أمثال(داعش) التي تعمل علي إضعاف الشعوب بأهلها.

ثانيا:القرارات الإقتصادية السيئة

التي أهدرت مليارات الدولارات علي مشاريع لا ينتفع بها إلا أصحاب المراكز الإجتماعية الفاخرة مما أدي إلى زيادة الدين الخارجي لمصر . و هناك أمثلة كثيرة لهذه المشاريع وهي (العاصمة الإدارية الجديدة)لقد إقترضت مصر مليارات من أجل بناء هذه العاصمة من أجل حل الإزدحام المروري ومشكلة العشوائيات ولو نظرنا أن من يسكن هذه العاصمة هي الطبقة العليا في المجتمع . فمليارات تقترض من أجل رفاهية الاثرياء . و من سيدفع ثمن هذه المليارات ؟! بلا شك وبدون تفكير نحن و من نحن ؟!الطبقة الوسطي التي تنزلق إلى الفقر . الفقراء التي تكاد أن تشتكي من خط الفقر منهم لعدم تحمل هؤلاء الفقراء الذين ينحدروا إلى بئر لا يوجد به ماء و هذا ما يحدث في مصر يا سادة بحجة الإصلاح الاقتصادي في مصر .حيث إقترب الدين الخارجي لمصر من 100مليار دولار يا ساده.

ثالثا: غياب العدالة الاجتماعية

هي حلم ملايين المصريين في تحقيق العدالة والمساواة بين الناس ويضمن لهم حياة كريمة بعيداً عن الإحساس بالظلم والقهر. حيث ثورات مصر اندلعت بحثا عن هذا الحلم و الأمل المفقود.
ويتمثل غياب العدالة الإجتماعية في عدم توزيع الدخول و فرض الضرائب . فهل يعقل هناك فرد يعيش بدخل 500 جنيهاً شهرياً من قبض المعاشات؟! فأنا شخصياً أسكن في أرياف أعرف أشخاص يقل معاشه الشهري عن 500جنيه . ماذا يفعل هذا الشخص يا رئيس؟! يسرق ! أنا كفرد من الشعب المصري أعلم جيداً ماذا تفعل لهذه البلد يا رئيس ولكن أتمنا أن ندخل في دائرة إهتمامك مثل رجال الأعمال . أنظر إلى شبابك نحن المستقبل يا رئيس نحن نمتلك قدرات عالية . إجعل الشباب تعمل لكي يتحقق النمو.

رابعا:فساد الرشوة والمحسوبية

من المؤسف أن تعلم أن حجم الفساد في مصر لا يمكن إحصاؤه . حيث تاريخياً كانت الفجوة بين التشريع وتطبيق القانون هي التي تعييق أية مجهودات حكومية لمحاربة الفساد . ومن المحزن أيضاً أن إحتلت مصر المرتبة 158ضمن 176دولة حسب تقرير مؤشر مدركات الفساد لعام 2016 وصادر عن منظمة الشفافية الدولية وكذلك عام 2016 شهد أيضاً 968 واقعة فساد و أن النصيب الأكبر من الفساد بين الوزارات إحتلته وزارة التموين بواقع 200 قضية و محافظة القاهرة حصلت علي النصيب الأكبر من بين المحافظات بواقع 257 قضية فساد.
و أن الفساد في مصر في إزدياد مستمر لغياب أساليب العلاج وعدم الإعتماد علي الطرق الدولية الحديثة التي تعتمد عليها الدول المتقدمة في هذا الجانب . مثل (فنلندة-ايسلندا-سنغافورة) وهذا ما قاله الأستاذ الدكتور أحمد صقر عاشور .دكتور بجامعة الإسكندرية و الخبير الدولي في الحكومة ومكافحة الفساد.

ومن أهم قضايا الفساد في مصر

١: قامت هيئة الرقابة الإدارية بضبط قضايا فساد بالشركة القابضة لمصر الطيران ومصلحة الجمارك ومطار القاهرة الدولي.
٢: وقيام هيئة الرقابة اإدارية بضبط رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الغذائية و آخرين لتلقيهم رشاوي مالية من إحدي شركات توريد السلع الغذائية
٣: كشف تقرير قضائي لرئيس هيئة النيابة الإدارية قضية فساد مالي وإداري داخل شركة (مصر للبترول)

خامسا:قلة التعليم وغياب الوعي وانتشار التخلف

كنت أجلس مع أحد أصدقائي إسمه شهاب طالب بكلية العلوم الطبية كنا نتحدث عن مشكلة التعليم في مصر فقال إنه يريد أن يمتلك الشعب الوعي الكامل حتي يتحقق النمو مثل باقي الشعوب كاليابان والصين وماليزيا . فسالته: هل يمكن أن يمتلك الشعب الوعي بدون التعلم ؟! فقاله بالطبع لا. فالمشكلة التي نعاني منها يا ساده هي قلة التعليم في مصر وغياب الوعي وإنتشار التخلف و أكثر من يعاني من هذه المشكلة الطبقة الفقيرة بسبب إرتفاع تكلفة التعليم الناتجة عن إرتفاع الأسعار والإصلاحات الإقتصادية التي تضر هذه الطبقة أكثر من غيرها من الطبقات.

فهل يعقل أن فرد ما يحصل علي معاش 500جنيه شهرياً و في نفس التوقيت يتحمل مصاريف تعليم أبناءه؟! و النتيجة الطبيعة لذلك أنه يرسل إبنه إلى ورشة من ورش النجارة والحدادة بعد أن كان تعليم أبناء هذه الطبقة هي المخرج الوحيد للخروج من الفقر والعيش حياة عادلة ولكن هذا المخرج أصبح نفق مظلم لا ينبعث منه إلا أشخاصاً يفتقدون القيم و الأخلاق و يبثوا روح الجريمة في المجتمع بعد أن كانت هذه الطبقة يخرج منها الفلاسفة و المفكرين و العلماء .هكذا تتدهور الطبقة الفقيرة في مصر أيها السادة الكرام.

فيديو مقال فقراء لا يدخلون الجنة

أضف تعليقك هنا