كأس العالم – دولة السعادة

من هي هذه الدولة التي تواجدت في كأس العالم ٢٠١٨؟

دولة سعيدة متنوعة الأعراق

تصدرت هذه الدولة مؤشرات السعادة في ٢٠١٧ و قبعت أفغانستان في آخر القائمة بينما الولايات المتحدة في المرتبة ٢٣ في اختبار معمق جرى على آلاف الأشخاص، حيث رأى سكان الدولة المتصدرة أن أمورهم تسير على ما يرام و أن هناك تقدماً يحصل معهم في مجالٍ أو أكثر، تتميز هذه الدولة بموقع دولي متفرد و تنوع عرقي متعايش و مميز، كما أنه ثقافتها زاخرة، و لا دين محدد للدولة بسبب كثرة الطوائف.

مشوار طويل في التصفيات

في التصفيات المؤهلة لكأس العالم لم تكن نتائجهم مبشرة، و قبل التصفيات احتاجت لمئة و عشرة أعوام بعد استقلالها عن كولومبيا حتى يكون لها حضور كروي تنافسي كل ماقبله كان شرفياً أو بالأحرى كان لتلقي الهزائم، حتى تحقق الحلم بوصولهم لنهائي الكونكاكاف في ٢٠١٣ و تحقق حلم أكبر بوصولهم لروسيا ٢٠١٨ بعد أن سقطوا في مباراتهم ماقبل الأخيرة برباعية أمام المنتخب الأمريكي.

وهو ذاته الممتخب الذي قضى على حلمهم في نهائي الكونكاكاف ٢٠١٣، و كما لم يشعروا بخيبة عند كبوتهم الأول، بل أكاد أجزم أن فرحتهم بالوصافة كانت عارمة، حافظوا على هدوئهم عند الكبوة الثانية و بهذا الهدوء و التركيز تمكنوا من هزيمة المنتخب الكوستاريكي ليحصلوا على بطاقة التأهل للعرس العالمي.

أعتقد أنهم كانوا في منتهى الامتنان لوصولهم، ورغم تلقيهم لثلاث هزائم متوالية، لا تزال أصداء فرحتهم بهدفهم الأول في تاريخهم مع كأس العالم تثير الإعجاب، لم أكن أصدق ما أشاهد، فرحة هستيرية جماعية طاغية، لم يكن منهم من شعر بخيبة السداسية التي بدت مدوية في نظرنا نحن بينما انشغلوا بالرقص على نغمات السامبا و الريغا و الإيقاعات أفريقية.

إدراك الحقائق كما هي دون الإنشغال بالأحلام هو ما أوصلهم لكأس العالم

هم أعطوا الأمور حجمها الحقيقي و لم يبالغوا بأحلام تفوق إمكانياتهم فحققوها و لم يحملوا أنفسهم أوزار واقع لم يصلوا أليه، وأنا على يقين أنهم يتعاملون الآن مع مشاركتهم الحالية بكل هدوءٍ استعداداً لمشاركات قادمة أكثر نجاحاً و سوف يكون لهم حضور أكثر بروزاً لأنهم لم يلتفتوا للمثبطين و المتشائمين ( إن وُجدوا )، و استمروا فيما هم عليه.. هنيئاً لبنما السعيدة.

فيديو

أضف تعليقك هنا