لا تكن ملكياً أكثر من الملك

قصة المقولة 

“لا تكن ملكياً أكثر من الملك”،شاع استخدام هذه الجملة في أوروبا في فترة الثورات ضد الملكية، وخاصة في فرنسا واصبحت مثلاً يضرب على كل من يدافع عن فكرة ما أو شخص ما أكثر من دفاع صاحب الفكرة أو الشخص عن نفسه.

وهذا المثل ينطبق في حقيقته على الوضع الراهن في العراق، وعلى جملة من السياسيين الذين ما تكاد تقوم بانتقاد أحدهم إلا ورأيت الأبواق والأقلام المأجورة تصدح بمدح هذا السياسي وذاك، جاعلين منه تاجاً فوق الرأس وخطاً أحمر لا يمكن تجاوزه وانتقاده، ناسين أو متناسين أن هذا السياسي هو إنسان عادي يصيب، ويخطئ وربما أخطاؤه أكثر من صوابه، أو لربما كان سبباً في تردي الوضع الأمني وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.

أغراض المدافعين عن السياسيين

إن هذا الدفاع المستميت يكون نابعاً من منفعة مادية أو مصلحية أو أحياناً يكون سببها فكريا عقائديا أو قوميا، فتجدهم يدافعون عن هذا السياسي وذاك، إما لكونه ابن فلان، أو ناضل مع فلان، أو اضطهد من قبل فلان، أو لأنه ينتمي لطائفة أو حزب أو قومية معينة بغض النظر عن مدى حبه وولائه وانتمائه لوطنه وعمله من أجل رقيه وارتقائه.

أقول لهؤلاء المدافعين وبملء فمي: لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك لا تدافعوا عن أشخاص مترفين يعيشون في ابهة ومتنعمون بما لذ، وطاب في حين بلدهم هوي ويهوي نحو الخراب، ولِنستفد مما سبق، ولنتخذ من التاريخ القريب عبرة ومنهاجا. عندما كان الهتاف للقائد الضرورة ولحزبه على أشده، ورأيتم ورأينا إلى أين أوصلنا ذلك الهتاف؟ أولا نعي ونفهم الدرس جيداً فهؤلاء السياسيين راحلين لا محالة، والشعب باقٍ وذهابه استحالة.

أضف تعليقك هنا