مسار خاطئ

ظهور مفاجئ

بلا أسباب أو من المحتمل الأسباب هي تراكمات؛ تأتي علينا فترة يكون فيها أشخاص لم نعهدهم من قبل؛ للمرة الأولى نتقابل وجها لوجه مع الشخص الذي ظهر بلا مقدمات بداخلنا؛ وأصبحت الأمور جميعها تحت سيطرته دون مقاومة؛ نتغاضى عن تلك الأسئلة (متى وأين وكيف) ظهر هذا الشخص؛ ثم نتغاضى عن الإجابة.

نقف مكتوفي الأيدي ننظر إليه وهو يفعل أشياء لم نكن نفعلها أبدا، حتى لو فكر فيها عقلنا؛ ننظر إليه دون حتى علامة دهشة على وجوهنا، وكأننا كنا نتوقع أنه سيظهر فجأة، ويفعل ما يفعله، ولكن الحقيقة المحيرة أننا لم نكن نتوقع؛ أصبحنا لا نعلم اي شيء. مثلنا مثل الذين يشاهدون من بعيد وكأنها مباراة والجميع ينتظر معرفة النتيجة؛ المزعج في الأمر أننا ندرك تلك الأشياء التي تبدو خاطئة، وأحيانًا تبدو صائبة وفي الحالتين لم تكن لدينا القدرة للمخاطرة.

السير في الطريق الخاطئ

الآن التوقيت الخاطئ سيهدم كل ما خططنا له سيقلب الأمور رأسا على عقب، والغريب أننا ندرك ذلك، ولا نقاوم. ثم فجأة يختفي هذا الشخص جزئيا، لقد ترك لنا شخصا من قبيلته يبدي علامات الدهشة والاستغراب على ما فعلوه، وكأننا من فعلناه؛ ونحن نقف من جديد ننظر إلى تلك الأشياء التي بنيت بشكل خاطئ في التوقيت الخاطئ؛ لا نعلم ما المفترض بنا أن نفعله.

نقف أمام المسار الذي فتح على مصراعيه تعلو الدهشة وجوهنا من أين حصلنا على مفتاحه؟؛ وكيف امتدت يدنا وقامت بفتحه؟ نعلم جيدا ان لا أحد غيرنا قادر على فتحه لذا دارت تلك الأسئلة بعقولنا. ندرك انه المسار الخاطئ، وكل ما به خاطئ، ولكننا نسير به؛ يبدو لنا أنه طريق سالك ليس به ما يشير إلى الوقوع بنا؛ ولكن الحقيقة التي نجهلها بإرادتنا أن هذا الطريق ليس بسالك، ونعترف بذلك عندما نكون على حافة الهاوية. فإما نسقط إلى القاع أو نعود إلى أماكننا بمعارك لا نعلم هل سنحيا بعدها أم سينتهي مطافنا بالموت؟.

 

أضف تعليقك هنا